أما آن الأوان ليكون للعراق، بلاد الآثار والتاريخ الكبرى، متحفه القومي؟
مالدينا الآن هو متحف تاريخي للآثار فقط، وليس متحفاً قومياً، والفرق هو التالي:
إن المتحف الآثاري يختص فقط بالآثار من عصور ما قبل التاريخ إلى زمن الحضارة الإسلامية.
أما المتحف الوطني أو القومي فهو يشمل من عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا، مروراً بآثار وخرائط وعملات وصور كل الفترات الزمنية من الأقدم للأحدث، فتتوفر به آثار مابعد سقوط بغداد ١٢٥٨ مروراً بالفترة العثمانية والصفوية والاحتلال الانكليزي والمملكة العراقية والجمهورية العراقية وحتى اليوم.
فتجد فيه مثلاً مقتنيات عثمانية وكتب يهودية نادرة ولفائف دينية ومعدات لمقاتلي ثورة العشرين وسيارات العائلة الملكية وأسلحة انكليزية وموجودات عن المس بيل ومقتنيات عبد الكريم قاسم والعارفيين والبعثيين وبقايا سيارات مفخخة لإرهابيي مابعد ٢٠٠٣ ومقتنيات شخصيات عراقية من علماء وزعماء سياسيين وشعراء وغيرهم وصولاً ليومنا هذا.
ولطالما فكرت في أن يكون موقع المتحف في مطار المثنى على المساحة المؤشرة في الصورة، فهي بعيدة نسبياً عن نهر دجلة (حمايته في حالات الفيضان)، واسعة ومستطيلة، يحفه شارع سريع قليل الزحام، موقع مهم قرب المنطقة الرئاسية، وليصبح ضمن الساحة الخضراء التي تشمل بارك الزوراء وساحة الاحتفالات والجندي المجهول ومعرض بغداد الدولي والمحطة العالمية.
هذا الموقع الذي بدأ يُقضم لمشاريع الإسكان والاستيلاء السياسي يجب أن يخصص للمتحف القومي العراقي، وأن ينقل من ملكية وزارة الدفاع لملكية وزارة الثقافة والآثار، وأن يتم طرح مسابقة عالمية لتصميم وهندسة المبنى بما يجعله آيقونة عالمية، بمبناه الملحق بمشاهد لتماثيل وآيقونات ومساحات مائية، مع إنشاءه بطريقة توفر حماية قصوى للآثار والمقتنيات بداخله ومخازن حصينة للمخزون منها.
مع وصول ١٧ ألف قطعة أثرية مؤخراً، لا أعتقد إن المتحف الحالي سيكون كافياً لعرض كل تلك الآثار، وبالنسبة لتوسعته فهي لن تجعله متحفاً عالمياً بموقعه المندثر وبناءه المتواضع.
ما سيتم إنفاقه لإنشاء المتحف يتم تعويضه من ثمن دخوليات الزوار إليه، علماً إنه سيحيي تجارة وخدمات المناطق المحيطة من مطاعم ومقاهي وفنادق وبيع لتذكارات وكتب وغيرها.
لاحظ الخريطة.
#رسلي_المالكي