ويحكى أن حطامة ابن الأغبر:

وحدث ذات يوم، إن مرّ حطامة ابن الأغبر الرصافي البغدادي ببابِ مركزٍ انتخابي، وسمع فيه من اللغو والثرثرةِ ماسمع، فسأل حارسه عن سببها فقال له إنهم يفرزون الأصوات، فأدار حطامة بغلته (ضيّومة)، وجر لجامها ليدخل بها المركز.

ولما ولج هناك نظر لمن كان يتشاققُ ويتنابز، وإذا بهم المكلف بأمر الله حيدر العبادي والمعز لدين الله نوري المالكي والناعم بنور الله عمار الحكيم وأبو الأسوَد هادي العامري العلقمي ومحمد بن الدهن حُر الحلبوسي، ورأى فيمن رآهم عالية بنت نصيف الخزامي، وعتاب بنت كعب الدوري، وحنان بنت السُبيع الفتلاوي، ومها بنت دُفَيع الدوري، وكانوا كلهم في شُقّة وعراك، ولما رأوه طأطأوا رؤسهم وحسروها صاغرين..

فوقف ببغلته أمام الصندوق وهو أمامهم وقال:

بغدادُ والخضراءُ والنُهّابُ..
تشكوكُمُ وتُعِدكُم الأعرابُ..
ماذنبكُم بالبرلمانِ لَزَكَتمو..
بل ذنبُها الأذيالُ والأذنابُ..
عادوا بكم فرحينَ أخرى أربعاً..
كي يشتكوكُم حين ليسَ يُجابوا..

فقال نوري: إنما ما تقولُهُ مؤامرة..
وقال الحلبوسي: لأنزعن سترتي على ماقلت..
وقالت الدايني: لأحرقنّك بإصبعي هذا..
وقالت الفتلاوي: لأطرنّك سبع وصل..

وفيما هم يتقولون على ابن الأغبر، أدار بغلته مقابَلة الصندوق، وضرب على عُرفها فبالت عليه، ونقعت أوراق الانتخاب حتى لم يقرأها الماسحُ الضوئي، وحين أتمّت نظر لهم حطامة وقال:

بوكَونه بعد انوب، بجال اللواحيك..
دنعل أبو التصويت.. لابو الصناديك..

فأخذ عجز الدارمي فائق بن الشيخ علي، ومضت نعلة الصناديك عنهُ مثلاً بين العرب.

لبديع الزمان
#رسلي_المالكي

___________________________________________