في لقاء حطامة بعادل عبد المهدي
عن حطامة ابن الأغبر انه قال:
وفي يومٍ قائظ الحرارة، سمع حرس مجلس الخلافة طرقاً على الباب، فلما فتحوه وجدوا #حطامةابنالاغبر على بغلته (ضيومة)، فدفع بخطمها الحراس وولج داخلاً، وقيل أن بغلة حطامة قد تبرزت بباب المجلس.
ولما دخل ابن الأغبر وجد المكلف بأمر الله عادل عبد المهدي مقابلاً المرآة ويوجه الخطابات والأوامر، فتنحنح ليلتفت عادل جافلاً، فقال له:
يبن الأغبر، ماجاء بك بهذه الظهيرة؟
قال: سخام وجهك، وكأنه قِدرُ موكبٍ أخذت النار من لونه فانقلبَ أسوداً، فلا تدري أكان قِدراً أم تاير تريلة.
فقال عبد المهدي: فما فعلتْ؟
قال: ياعادل، أنك تقابل المرآة، وتصدر القرارات، فما يكون ممن اصدرت فيه القرار الا أن يجرك بزيج يمسح به اوامرك من أرشيف رئاسة الوزراء، فلا رأي لك يحترم، ولا أمر يطاع، وإنك هنا متصورٌ أنك تحكم البلاد، فيما لستَ إلّا تحكمه في مخيلتك، فالبلاد داحت، والحرامية استراحت، والجيران استباحت، والمزارع احترقت، والدواجن وؤدت، والعصابات استفحلت، وليست قراراتك إلا حبر على ورق لا تعادل ثمنه..
ثم أنشد قائلاً:
يا أملاً قد كُنتَ بالعادلِ ..
غِب من نفوسِ الشعبِ ولتأفَلِ ..
فعادلٌ ليس سوى دميةً ..
وحديدةٌ كان عن الطنطلِ ..
فتلفت عبد المهدي وصاح على جايجي القصر، ولما جاء قال له: أيها الجايجي، إذهب وعد لنا باستكاني شايٍ سنكين، فذهب، فسأل ابن الأغبر وقال:
لم هذا يا حطامة، أولستُ أديتُ اليمين؟ وجلستُ على الكرسي المتين؟ وصرحتُ بخصوص الأرجنتين؟ وأرسلتُ الجايجي لجلب جاي سنكين؟
فقال ابن الأغبر: ياعادل، والذي نفسي بيده، وناصيتي بيمينه، انها لأيامٌ تدور، وقد مر من حكمك سنةٌ وبضع شهور، ولم نركَ إلا تروح فدوة للطرطور.
فبكى عادل طويلاً، ومازال كذلك حتى مر على بكاءه ساعة وثلث، فتركه حطامة وخرج على بغلته، وبينما هو خارج عليها رأى الجايجي يلعب البوبجي فقال له:
أي جايجي.
قال: بلى.
قال حطامة: فما كان من الشاي؟
قال:
لوتت ما خليت، نزلت (الدروب) ..
لعادل أخرب الكَيم؟ شحجي ويه الكَروب؟
فهز حطامةَ يده ومضى.
لبديع الزمان
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.