في رفض العراقيين للخير لعدم حاجتهم له
عن حطامة ابن الأغبر انه قال:
لما كان أمير النواب المستكفي بالله أسامة النجيفي عائدا تواً من بلاد قطري ابن الفجاءة، وجد أن نوابه لم يتمكنوا من التصويت بالشورى على قرار بإعطاء الرعية مكيالا إضافيا من الشعير، بسبب انشغالهم بالتجوال في شوارع العراق سائلين عمن يحتاج المال ولم يجدوا من يحتاجه، لِما كان في العراق من عدلٍ وقسط وغنى بالرعية، فلم يكن هناك عراقي يحتاج المال لوفرته.
فلما رأى النجيفي فشل نوابه في إقرار القرار، دخل البرلمان، متجهماً غضبان، في غضبة لم يغضب مثلها في العمر ولا في الزمان، فأمر بجمع النواب، الكرد منهم والأعراب، وترجل من بغلته العرجاء، وجلس على المنصة القرفصاء، وجلس النواب وجلين أميرهم، ومتأملين عقابهم.
فتحدث النجيفي، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
فيا أيها النواب، الا تخشوا أن ينزل بكم من الله العذاب؟ والدمار والعقاب؟ من حجب المكيال، وصنع الإشكال؟
ثم أنشد:
أضحت الرعية بعدي في خطر..
قد قطعتم عنها غيثاً ومطر..
تلك يومين أنا قضيتها..
في بلادٍ اسمها دولة قطر !
فطلبت الخاشعة لأمر الله صفية السهيل النائبة أن تتحدث، فقالت:
يا أمير النوّاب، إنني قد شغلني عن الحضور، والتصويت بالمرور، هو حملي لما فاض من صابون الحصة، أدور به على من يحتاجه من الناس، فلم يقبل أحد ربعه ولا نصه، ما ترك في قلبي غصة، وألطمني على الخدود والكصة، فتلك هي القصة.
فبكت السهيل لعدم أخذ الرعية الصابون لكثرته لديهم، وبكى النجيفي ثم قال:
تلك دموعي انهمرت عليّه..
مما ذكرتِ من تلك البليّة..
ابكاني ما حلّ بكِ من أمرٍ..
من ردِّ صابونٍ بيد صفيّة..
ثم تحدث المهتز للهيبة مال الله محمة خليل فقال:
يا أمير المؤمنين، أما أنا.. ففي طريقي إلى البرلمان، مررت على امرأةٍ طاعنة، جلست تشرب حبة دواء، وطلبت مني الماء، فبينما أتيتها به، وجدتها غافية على العشب، فبقيت ممسكا لها بالماء حتى صحت في اليوم التالي، فلم أرد إيقاظها وقد نامت.
فقام النجيفي على حيلهِ وانشد قائلاً:
فدتك الروح.. والقلبُ فداكا..
فقد خُدم العباد بمن سواكا..
الحجية قد نامت وأنت انتظرتها..
(سيرخمه سيرا) عليكَ يا كاكا..
ثم تحدث الجعفري، مبررا عدم الحضور، والغياب المنظور، مبتدءاً بالقول المأثور: الغايب عذره وياه، فقال:
إن السبب من الغياب هو ما يتشكل من فسيفساء الأمر المرجوع والألم الموجوع في ذكر الشبع والجوع ومناقشة الذهاب والرجوع بسبب شفافية المشهد السياسي ومشاهدة مازنجر وخماسي في عرض مجمل القضايا والمآسي فمن العزم والتثبيط ومن العالوجة والخرّيط ومن الفكر والتخطيط ينبلج اجمالياً مما ذكر ان العلة والمونة في البرمودة والكيمونة هوتوجس الخيفة من السبح بالليفة وانعكاس ذلك على اللجوء إلى الصريفة والمغارة عندما ينعقج البنيد والقمارة وينكسر سعر السيارة وهذا اعتقد انه سبب مقنع للغياب من الجلسات وتاجيل التشاورات.
فجلس المستكفي النجيفي وهويحدث نفسه بعد ذلك وهويقول:
اقلّي عليّ اللوم، وارعي لمن رعا..
ولا تجزعي مما اصابَ فأوجعا..
ثلاثٌ رئاسات البلاد وخيرها..
فيضٌ، فكيف إذا جعلتها أربعا؟
وأمر باقرار المكيال للرعية، فوافق الاعضاء بلاجماع، ووزع الشعير، بالمثقال والنقير، وزاد لدى الرعية الخير، فما جاع فيها بشرٌ ولا طير، ولما رأى المعز لدين الله المالكي أمير الوزراء الخير قد عم في بلاده قال:
بنا المسؤول قد إشتعلَ جده..
وشعبٌ عاشقٌ نومَ المخدة..
سَهَرنا لأجل راحتها الشعوبِ..
والخير إذا زاد ايتبدّه..
فمضى قولهُ مثلا، ولم يذق العراقيون الجوع والحاجة حتى نهاية حكم اخر خلفاء بني الخضراء " ماء ابن ثلج الباردي ".
لبديع الزمان
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.