مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

في قصة حطامة ابن الأغبر والعبد الصالح

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

عن حطامة ابن الأغبر انه قال:

في أحد أيام حكم المعز لدين الله نوري المالكي، مر أحد اقارب الشاعر البغدادي حطامة بن الأغبر إلى بغداد قادما من بلاد الروم، فنزل عنده فتلقاه حطامة بحفاوة الكرم العراقي، فقد كان ابن الأغبر كريما للغاية، ولما أصبح صباح يومهم التالي، طلب صديق ابن الأغبر منه ان ياخذه بجولةٍ في بغداد، وكان اسم ذلك الرجل هو عوانة بن لحاظة بن بؤبؤ الأشعث، والمعروف بعوانة بن الأشعث، وكان شاعرا مثل صاحبه حطامة.

فلما طلب عوانة من حطامة ان ياخذه بجولةٍ ببغداد لم يوافق حطامة، وقال لعوانة: يا رجل، إنك جئت من بلاد الروم، بلاد النظام والقانون، والهدوء والسكون، والشورتات والفيزون، والحشيش والافيون، واننا هنا لسنا بمثلكم، فإنك لن تستطيع معي صبرا.

فأصر عوانة على جولة في بغداد مها كان الأمر، وقال لحطامة انه سيكون صبورا في كل شئ.

فخرجوا إلى الشارع وكان موسم الانتخابات قد بدا، وقد ملات الوجوه الشوارع ملصقةً ومعلقةً، ملونةً ومنمقةً، ولما اقتربوا من إحداها سحب حطامة صورة المرشح فشقها، وكان المرشح قد كتب فيها: انتخبوا مرشحكم، الخادم الذليل والعامل الاصيل غاسل أبواب بيوتكم وماسح روال اطفالكم، النظيف بن الأمين بن العفيف بن الشريف.

فلما شقها، غضب عوانة مما رآه، وقال: يا حطامة، إن الانتخاب حق، والترشيح حق، وما حكمنا أوباما في بلاد الروم لولا أن عرفناه من صورهِ فانتخبناه.
فقال حطامة: ألم اقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟؟؟ فسكت عوانة.

فتركاها ومشيا، ثم وهما يمشيان، رأيا بغلةً حكومية، ولم يكن بقربها أحد، وكان رقمها حكومي أزرق، فتلفت حطامة، واستل خنجره وطعنها فنزفت وماتت، فغضب عوانة جل غيظه وقال: يا حطامة، لم قتلتها وهي ملك حكومي؟؟ قال حطامة: ألم اقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟؟ فسكت عوانة.

ثم وصلا إلى مسجد، فأغلق حطامة بابه ووضع فيه قفلا وهم بالذهاب عنه، فصاح عوانة: يا حطامة، إنما هو بيت من بيوت الله فلم اغلقته؟ فقال حطامة: ألم اقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟؟ أمض معي إلى الدار فاعلمك لما قمت بذلك كله.

فلما وصلوا الدار، صاح حطامة على زوجته وهي المكرودة بنت المظلوم المعروفة بـ(جور الزمان)، وقال لها: يا مكروده، الي باستكانين جاي.

فلما جائت بهما قال حطامة لعوانة: أولا، نعله عله والديه اللي يطلعك بعد، فإنما أنت دنغوز، وثانيا: لعلي ان شرحت لك فهمت ما فعلته فعرفت القصد منه.

فخاطا جاييهما، فقال حطامة: فإنما شققت صورة المرشح، فذلك لأنه سرق رواتب الرعاية الاجتماعية في الدورة السابقة، وجاء يحسن صورته ويتملق الناس كي يسرقهم مرة ثانية.

وبينما هويدير الشاي في الصحن اكمل قائلاً: وأما البغلة التي قتلتها، فهي من بغال الدولة، استغلها من هم فيها ليحملوا عليها دعاياتهم فيعلقوها في الشوارع، فهي بذلك لم تعد ملك العامة وإنما ملك الولاة والمرشحين.

ثم صاح ابن الأغبر على زوجته المكرودة: صبيلنه جاي لاخ..
واكمل: وأما انني قفلت باب المسجد واغلقته فلأن الخطيب فيه لا يحدث الناس إلا ليحثهم على انتخاب من يريد ويمسح عقولهم فينتخبون من لا يريدون سوى انهم سمعوا الشيخ قد حثهم على ذلك،أفهمت الان؟

قال عوانة:

لوكان في بلدي مهازلَ مثلما..
عند العراق وجائني التصويتُ...
لطردتُ كل مرشحٍ ومشرشحٍ..
وكل كيانٍ سارقٍ بالـ"فيتو"!

فرد حطامة:

نم يا عوانةَ ان شعبي جاهل..
خلفَ العمائمِ راكضٌ والمالِ..
هم يسرقوهُ بليلةٍ وبصبحها..
يختارهم، بفضاضةِ الجُهّالِ..
نم يا عوانةَ، نوم شعبي النائمُ..
طابوكةٌ نامت على العُقّالِ..

فمضى قوله عن الطابوكة مثلا، ولازال العقلاء من أهل العراق تنام عليهم....... الطابوكة !!

 

لبديع الزمان
#رسلي_المالكي

___________________________________________

 
 
 

معلومات إضافية

القراءات 186 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78793

حاليا يوجد 8 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions