في إطلاق سراح حطامة ابن الأغبر
عن حطامة ابن الأغبر انه قال:
جرت العادة في حكم بني الخضراء على أن يكون كل يوم أحد من كل أسبوع يوما لسماع شكاوى الرعية من قبل الولاة الثلاثة، المعتصم بالله الطالباني والمعز لدين الله المالكي والمستكفي بالله النجيفي، وكالعادة يكون حاجبهم الخاشع لهيبة الله عزت الشابندر قريبا لتدوين ما يتم أملائه عليه من قبل الولاة.
فأمر المالكي بدخول الأول، فدخل وسلم وكان كث الشعر عريض المنكبين، شلولخ، فقال: يا أمير المؤمنين، إنني أستاذ مدرسة سابق، لما ذهب صاحب البعث وجئتم أنتم طردتموني من عملي لإني كنت في حزب صاحب البعث، وما أنا ببعثي لكنها لقمة أولادي وعيشي وإجبارهم لي على بعثهم، فهل ترضى بمثل حالي؟
قال المالكي: ومن الذي اجتثك؟ قال: هوالراجف من خشية الله علي الأديب، فغضب المالكي وأرسل بطلب الأديب ولما مثل بين يديه قال له: يا أديب.. متى استحزبتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم تكنوقراط؟ إنه ليردن إلى عمله أستاذا في دور المعرفة والمدارس وإني لوعلمت بك قد عملت هذا بغير هذا الرجل لأريتك قصاصي وما يكون منه.
ثم أمر الأديب بأن يكتب " قدري قاد بقرنا " عشر مرات في دفتر القراءة عقوبةً له.
ثم دخلت امرأة على المجلس وسلمت فإذا بها الغبراء بنت الأغبر اخت الشاعر حطامة بن الأغبر، فقالت الغبراء حين دخلت:
يا حاكما بالعدلإاني حرةٌ.. وأخي حطامة في السجونِ أسيرُ..
فإذا رضيتَ عليه فاخلِ سبيلهُ... قد خانه التفكيرُ والتعبيرُ..
فقال المالكي للمستكفي: فيمَ سُجن؟ قال المستكفي: بلسانه ! قال المالكي: أخلوا سبيله، فانها بلاد حرية التعبير والتفكير والتدبير والاستيراد والتصدير.
ثم التفت إلى المعتصم الطالباني ليساله عن رأيه فوجده نائما فتركه.
فأخلوا سبيل حطامة الذي ما أن وصل باب القصر حتى قال:
بلدُ العراقِ نهبتموه فكلما.. همَّ النهوضَ كفختموهُ فطاحا...
وسرقتم الضحكات من أطفالهِ.. حتى غدت شكوى وصرن نواحا..
فغضب المالكي لما قاله سجينه المحرر.. ورفع يده ليأمر الحرس بالقاء القبض عليه مجددا، لكن المؤذن رفع الاذان فخشع قلب المالكي حتى نسي أمر حطامة وهجاءه، فقام للصلاة وهرب حطامة إلى السويد.
لبديع الزمان
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.