مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

في حل مشكلة فيضانات بغداد

قيم هذه المقالة
(0 تقييمات)
Print Friendly, PDF & Email

عن حطامة ابن الأغبر انه قال:

بعد كارثة الطوفان التي حلت بالعراق، وبعد انجلاء نقعها، أمر المعز لدين الله نوري المالكي بجمع مجلس الشورى كي يسمع منهم حلاً يحول دون تكرار هكذا كارثة.
فاجتمع المجتمعون الثلاثمائة والخمس وسبعون جميعهم، وبعد أن تم النصاب دخل المالكي المجلس على بغلته الصغيرة وترجل منها ووقف على المنصة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: فيا أهل المجلس، إن رعيتنا خرجت من طورها، وغرقت ببحورها، وتساوت قبورها بقصورها، وما بوحدي أجلي المياه ولا أصد الأمطار، فلست بخارقٍ الأرض ولا بالغٍ الجبال طولا كي فعل ذلك.

فما تشيرون علي كي أفعل انقاذا للرعية، وحلا للقضةه؟ ثم ترجل وجلس على الأرض بجوار المستكفي بالله أسامة النجيفي يستمعان للمجتمعين.

فقام المعز لأمر الله صباح الساعدي وقال: يا مولاي، لَما جئتُ المجلس طمس في الطريق حماري ثلاث طمسات: طمسة هزت اللحم، وطمسة جرشت العظم، وطمسة نشفت الدم، في كل طمسةٍ أرتعد خوفا من الغرق، فإني أشير عليك بقوارب توزعها لأهل بغداد فتكون لهم عونا، فضج الحاضرون بين مؤيد ومعارض.
ثم تحدث جمال البطيخ فقال: يا أمير المؤمنين، ما ترى في أن نحمل نحن النواب مواطنينا على أكتافنا نعبرهم الطرق ونتناوب في ذلك، فيومٌ تفعل ذلك كتلة التحالف الوطني ويوم للتحالف الكردستاني ويوم للعراقية؟
فضج الحاضرون مرة اخرى.
فقام المتوكل بالله صالح المطلك وقال: يا أمير المؤمنين، ولم ينه كلامه فبكى وجلس.
فضج الحاضرون كذلك.

ثم قام محمه خليل فأنشد قائلاً:

أيا كاكا لم تصبر على الماء المدائن..
وإنك صرتَ لا تقدر اراكا..
فيا كاكا نشيلُ هناكَ أحسن..
ونلجأ للجبال إلى هناكا..
فضج الحاضرون مرة اخرى...

ثم قام المستنجد بالله ابراهيم الجعفري وقال:
إن الذهاب إلى الجبال ليس حلا، إنما هو ابتعاد عن مجمل التفاعلات المنهجية للعملية المطرية المتمثلة بما يجب أن يكون كحلٍ لما ينبغي للرعية وليس ابتعادا عن اللوجستية الفئوية القائمة على أسس طبائعية ولا يمكن لنا أن نتبعد عن الطريق المؤدي إلى الإثابة القوميه المتراجحة.

فضجت القاعة بالتصفيق هذه المرة، ورضي الجميع برأي الجعفري، وانتهت بغداد من المياه ولم تغرق مجددا إلى يومنا هذا.
وقيل أن المالكي عندما خرج من المجلس كان يتمتم من على بغلته قائلاً:

ورعيةٌ لم تدر للطوفانِ..
سبباً ولم تدري بذاك الجاني..
بل إنما فاضت بدمعِ محاجري..
من خوف ربي وخشيةِ الرحمن ِ..

 

 

 

لبديع الزمان
#رسلي_المالكي

___________________________________________

 
 
 

معلومات إضافية

القراءات 70 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78732

حاليا يوجد 6 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions