مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

في موت جلال طالباني وحزن العراق عليه

قيم هذه المقالة
(0 تقييمات)
Print Friendly, PDF & Email

عن حطامة ابن الأغبر انه قال:

مرض المعتصم بأمر الله الطالباني واشتد به المرض لكثرة ما أكل من الأندومي، فلم يكن يأكل غيره حرصا على ان يأكل الرعية مما يشتهون، فكان لا يأكل أندوميه إلا بعد ان يأكل آخر خادم في قصر الخلافة، فنزل وزنه واشتد المه، وصار يتلوى مما المّ به، ولما علمت البلاد بالخبر، تقاطر الرعية من كل العراق على قصره، وأحاطوا بالقصر من كل جانب، فتوكأ الطالباني على سيفه وأراد أن يخطب بالناس.

ولما صعد شرفة القصر وكان يترنح من شدة الالم، حمد الله وأثنى عليه ثم قال:
ايها الناس، قد اشتد بي المرض، ولا أعلم ان كنت سأقوم غدا من فراشي أم لا، فسأقول لكم كلام ليعلق باذإنكم، من كان منكم يطلب الطالباني بطلابه فليقل، ومن ظلمته يوما فليتكلم، كي ارد حقه والاقي ربي في سلامةٍ من ديني.

فنهض أحد الرعية وكان من أهل عويريج، وقال: يا مولاي: إنك يوما مررت بجبني فطخ كرشك بكتفي، وما أنا تارك ذلك لك.. فصاح الطالباني: فبكى الطالباني أشد البكاء، ثم هوس يقول: علمك من لفإني رضرض اعظامي..
فخرج كل من في القصر من ولاة ووزراء وجعلوا يلطمون بشدة، أما المعز لدين الله المالكي فجلس على الأرض وضم التراب ونثره على رأسه وهويصيح: اللهم إن طالباني منّا فحاسبنا جميعا على ما فعل، اللهم خفف حسابه إن مات ويسّر حسابه إن عاش.

فصاح العويريجاوي: لن أتركك حتى آخذ حقي منك، فقال له اقترب، فجاء العويرجاوي وضرب طالباني على كتفه، فقال طالباني اضربني الاخرى، فقال العويريجأوي: بل اكتفيت، فلما قال ذلك، فرح الطالباني فرحة تبربد على الأرض منها، فجاء أحد العاملين في سفارة جرمانيا المجاورة واقترح نقل طالباني إلى جرمانيا، فقال طالباني: بل إني لا أريد علاجاً ماله من مال المسلمين، فامض ودعني أموت هنا.

ثم أن طبيباً نصح الطالباني بترك الأندومي وأكل الدجاج، فرفض، وبقي يأكل الأندومي حتى ارتجف جسمه مرضاً، وسقط بنطرونه ضعفا، وأحاط به الوزراء وهوفي الرمق الاخير فنظر للمالكي وقال: هل عدلت يا مالكي؟ قال: نعم، فقال طالباني: أدت ان أموت وأنا انظف الأرض بيدي أمام مدرسة لطلبة العلم من ابناء الرعية، لكنني أموت الآن كما يموت الدب.

فسلم روحه ومات، ورجّت بغداد رجّا، وكان طول جادر الفاتحة من ولاية الفاو إلى إمارة زاخو، والمعازيب 30 مليونا، وقيل أن المالكي كان بيده دفتر الفضل، والهاشمي يوزع الجكاير على المعزين، وحمديه الحسيني عدّاد ة الفاتحة، والتي أنشدت قائلةً:

 

أيا عادلاً حَكَم الرعيةِ كلّهم
يا ليت يومكَ كان قَبلهُ يومي
ليت الدجاجَ أكلتهُ فأعنتَنا
فأكلت سُمّاً إسمهُ (اندومي)..

 

 

 

لبديع الزمان
#رسلي_المالكي

___________________________________________

 
 

معلومات إضافية

القراءات 136 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78728

حاليا يوجد one guest ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions