كفى تغضب (شعر)
كفى تغضب!!
كفى يا رأسنا الأهيب!
كفى تغضى، كفى تسلى، كفى تَبلى، كفى تنعَب!
كفى وتشكلُ اللجنات، تبنيها لكي تخرب!
رُمينا بالرصاص القاتلِ الأرهَب..
وأنت رصاصُنا الخُلّب!!
متى تغضب؟
وقد صرنا بسنِّ العاجز الأشيب؟
وأضلعُنا كسعف النخل للنيران ها تُحطَب!
وها نيرانهم تسعى، وها آوارُها تلهب..
وأنَّ يديهمو -شُلت- كقاب القوسِ منا، أو غدت أقرب..
فلا تغضب!
فأن الغيظَ يطلبُ فارساً أصعب..
وإن الغيظَ لن يعروكَ يا جُرذاً بغى مهرب!
وإن الغيظَ يختبر الرجالَ فإن..
رأى فيهم جباناً خائفاً وجِلاً... فلا يقرب!
ولن يسعر بأضلعهِ، ولن يقتات من نيران غضبتهِ..
وإن يظمى، وإن يسغب!
دع الغيظ المزمجر في مراجلهِ.. فلا تلعب..
ولا تقرن زئير غضنفرٍ من نار..
ببعض أظافر الأرنب..
ويا رعديدنا الاجرب..!!
لأقسمُ لن تطول الظفرَ من عملاقِها الأرعَب..
بأمسٍ لو سنت عيناهُ، كان الكونُ في مهرب..
ولو ثوباً لهُ قد مُسَّ، كان حسابُهُ يُحسَب..
وكان معاركاً تُورى.. وكانَ صحائفاً تُكتَب..
فتُكسفُ شمسَها ظهراً.. ويمسي بدرَها يُحجَب..
وتعصفُ بالسما الغارات.. لا تدري لمن تذهب!
وإن يغضب...
رأيتَ ابليسَ عندَ قُصورهِ يُصلَب!
وتلقى كلَّ مارقةٍ على إبنٍ لها تنحب..
وتلقى تحت سرفاتٍ..
جثاميناً لهم تُطوى، فتَعلقُ.. ثُمْ بها تُسحَب!
بأمسٍ كرّت الأولاد.. لا تعيا ولا تتعب..
تجزُ رقابهم بالسيفِ.. جزَّ الناب بالأرقُب..
وتعبثُ في بقاياهم، مخاريقاً بها تلعب..
تغلُ يداً مُجاسِرُها.. عجوزٌ أخرفٌ أقنب..
فيجرعُ سمهُ بالنار.. والنيرانُ لا تُعجَب!!
فلا تغضب.. ونَم في فرشِ هادئةٍ..
فهذا النومُ قد غلّب!
___________________________________________
#رسلي_المالكي
ردّاً على قصيدة (بلى نغضب) لعبد الرزاق عبد الواحد.
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.