من قلب منصورةٍ.. تدوي لمنتصرِ
يوماً على الخيرِ، أو يوماً على الخطرِ..
في لجةِ الليلِ، أو في نسمةِ السَحَرِ..
يا دارُ نختالُ في خيلٍ مظفرةٍ..
راياتُنا فوقَها بالمجدِ والظَفَرِ..
تمشي على ماتبقّى من هياكلهِم..
إذ تلفظُ الأرضُ أشلاءً من الحُفَرِ..
تسبيحةُ الله تعلو من مآذننا..
طارت لها الطيرُ غنّاءً على الشجَرِ..
وكلُ من عادَ تلقى بابتسامتهِ..
مُستعصماً عادَ من ماضيهِ بالسُرَرِ..
في غرةِ اليومِ تلقى كُلَّ هلهلةٍ..
من قلبِ منصورةٍ تدوي لمُنتصرِ..
يافرحةَ النصرِ بعد اليأسِ منجلياً..
حتى ترى الليلَ ولى غيرَ مُعتكرِ..
مِن كُل جُدرانِنا صُوَرُ الذين مضوا..
مالت على ضربةِ الدمامِ كالزَهَرِ..
(الحمدُ لله) نادت غيمةٌ عَبَرت..
قد عادَ فُرسانُ بيتِ العُربِ من مُضَرِ..
الحمدُ لله، نلقى في حوائطِنا..
آثارَ آباءِنا تلظى على الحَجَرِ..
الحمدُ لله، سعدٌُ لم يمُت أبداً..
ما زال (أغواثُ) يُتلو خيرةَ السيَرِ..
الحمدُ للهِ، ديسَ الفيلُ منجدلاً..
مِن حولهِ الماءُ يدمى في الفراتِ جَري..
قُرّت لخنساءَ أجفانٌ دمعنَ دماً..
فاستُبدل الدمعُ يومَ النصرِ بالحَوَرِ..
رُنّي على الطِيبِ أجراساً، كنائسُنا..
نجثو على البابِ كيما كانَ من (عُمَرِ)..
يا واهبَ الشمسِ ومضاً من مجامرهِ..
يا معطيَ الغيمِ برقاً منهُ كالشَرَرِ..
يا عالي البابِ، يا داري ويا وطني..
من ماءِ نهريكَ كانت فكرةُ المَطَرِ..
صبراً وللهِ وعدٌ لا يخالفهُ..
قد جاءَ بالذكرِ، بالآياتِ، بالسوَرِ..
صبراً وإن طالَ ليلُ الظلمِ معتكرٌ..
لا طعمَ للفجرِ لولا ظُلمةَ الخَدَرِ..
___________________________________________
#رسلي_المالكي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.