مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

في التذكير بشأن العرب، وشأن أعدائهم

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..

فإن أمميةً يدّعي بها من امتلأ تاريخهُ بالشر، والعدوانِ والغدر، قد أطاحت بعقولِ الكثيرينَ ممن ضعف إيمانُ الوطنِ في نفوسهم، فآمنوا باستيراد العقائد الزائفة وهم عندهم أصل العقيدة، وآمنوا باستيراد الثقافة الغريبة وهم عندهم أصل الثقافة، حتى التوت ألسنتهم، وتشوّهت ألحانهم، وصاروا نسخاً من أهل الغدر وجيران السوء بل وأكثر منهم أصالة فيما هم عليه، حتى إذا أثخن صاحبهُ في دم شعبهِ أثخن هو فيه ليرضى عنه صاحبه.

إن ما سمعناه من ترديدِ أناشيدٍ مستوردةٍ بُهرجَت بالقدسية فأنشدت في بلادنا بلسانٍ أعجميٍ إنما لا يرادُ بها اللهُ والدين، لكنما يُرادُ بها فرضَ عقيدةٍ مستوردةٍ قبيحةٍ صنعها ملتحونَ أقباح وعجمٌ أقحاح، حتى وصل الأمرُ إلى فرضِ ألحانهم ولغتهم، وثقافتهم ولباسِهم وزيِهم ونِحلتهم، ولا عتبَ عليهم، بل انّ من ارتضى لصبيهِ وبنته أن يقفا ويرددانِ لحنَ غزاةٍ بلغتهم في عقرِ ديارهم انّما هو بئس الأبِ وبئس الأم، وبئس الفرد وبئس الإنسان، إذ انّه أنكر أن بلادهُ هي من صدّرت دين اللهِ للعالم رحمةً وبشرى للمؤمنين، وجعلها اليوم راضخةً مستسلمةً لما يُصَدّرُ لها بلغةِ المعتدين.

إنما سمعتُ بذلكَ جلجلةً مسمومة، وكلماتً ملغومة، وأفعالاً مشؤومة، ورأيتُ به غاياتٍ مفهومة، وأهدافاً معلومة، وإن كنتم قد نقضتم ماكانَ مني حتى مر الزمان فأدركتم صحته، فخذوا مني أن هذا الأمرَ يجبُ أن يُقاطعَ حتى لا ينشأ جيلٌ يكون ذيلاً أكثر من أهله، وأحفاداً أكثر ذيلاً من آبائهم، فيصبحُ المرءُ بعد عقدٍ أو عقدين وقد بلغ به الأمر أن تستباحَ بلادهُ فيفرح، وأن تباحَ دماءَ أهلهِ فلا يترح، كما هو اليومُ بل أشدَّ شؤماً.

واعلموا، أن كلام الله عربي، وقرآنهُ عربي، والصلاةُ له بكلامٍ عربي، والدعاءُ إليه بكلامٍ عربي، ونبيه عربي، وآل بيتهِ من بيتٍ عربي، وآذانهُ عربي، وكلامُ أهل جنته بلسانٍ عربي، وأولُ قوله عربي، وآخرهُ عربي، وإنّ قسمَ الله عربي، فقافهُ عربي، وصادهٌ عربي، وألفهُ ولامهُ وميمهُ عربي، حتى قال ربكم:
إنّا أنزلناهُ قرآناً عربياً لعلكم تعقلون..
فعلامَ لا تعقلون؟

أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم، والحمدُ لله رب العالمين،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 #رسلي_المالكي

___________________________________________

معلومات إضافية

القراءات 196 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78731

حاليا يوجد 4 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions