في التحذير من اتباع الأجنبي ونبذ الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..
فإن الله قد كرم بني آدم، وحملهم في البر و البحر من أجلِ كرامتهم، ورزقهم من الطيبات وفضلهم على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا، ولا ينالُ ابن آدم كرامته وتفضيله إلا بأن يعيش مكرماً، ولن يعيشَ مكرماً سوى بأرضٍ لا تذله، ولا تهينه، ولا تمتهنُ كرامته، وبين أهلٍ لا يضنّون عليه، ومجتمعٍ لا يجور على حقه، وجيرةٍ يبنيها السؤددُ والوئام، والتعظيمَ والاحترام، وأهلَ بيتٍ كرام.
ولا يمكن للمرءِ أن يجد هذا إلا في بلادهِ التي أحبها، وديارهُ التي نشأ فيها، وأناسه الذين عرف لغتهم وطبائعهم ومأكلهم ومشربهم، في تحفرُ في قلبهِ ذكرياتهم، ويتشارك معهم سرّائهم وضرائهم، حتى إذا جاسهم البأسُ من قومٍ آخرين، تكاتفوا واصطفوا ونسوا مابينهم من خلاف، إلا أن يردوا الكيد، ويدحروا الشر، وإن يدَ الله مع الجماعة.
لكن ما نراهُ في بلاد الابتلاء والعجب، أنَّ من بيننا من رجح كفة العجم على الأهل، ونصر ذكراهم على ذكراهم، فإن وقفنا نستذكر دم آبائنا الذي سال في حربنا معهم وجدنا ألسنةَ من هم محسوبون فينا وهي تلدغ ظهورنا، وتنهش قبور شهدائنا، لا لشئ، سوى لأن عقولاً مسخها رجلُ كفرٍ ولا أقولُ رجل دين، سارت وراءه، واستنسخت كرههُ وبغضاءه، وفضلت الكذبة والفرية على البلاد وأهلها، ألا بئس الدين إن نصر الخائن على الأمين، وبئس المذهبَ إن نصر المعتدين الخائبين، وبئس من أحلَّ الكذب مكان الحقيقة، والباطل مكان الحق، وحولَ معتدياً إلى مظلوم، وذائداً لمعتدٍ أثيم.
أيها الناس..
إني سمعت عن رسول الله أنه قال: "ستأتي على الناس سنواتٌ خداعة، يُصدقُ فيها الكاذب، ويُكذَّبُ فيها الصادق، ويؤتمنُ فيها الخائن، ويخونُ فيها الأمين"، وإنما هي أيامكم، حين اأتمنتم عمائم السوء فهوت بكم من حضيضٍ إلى حضيض، وخوّنتم من نصحكم طيلة السنينِ حتى لا يكادُ ينطقُ إذ تتهموه بأبشع الأوصاف، وتنعتوه بأشر النعوت، صدقتم الكاذبين ولا زلتم، وكذّبتم الصادقين ولا زلتم، وهوّلتم أمر الرويبضة، حتى إن نطق بأتفه التفاهات رحتم تتناقلون ماقال، وكأن ما قالهُ هولٌ من الأهوال..
إن ما أوصلكم إلى حالكم هذا، وبينكم الخونة يسرحون ويقتلون فلا تتقونهم، فهو لأنه قد هانت عليكم أنفسكم ، فهانت على أعدائكم، وهان عليكم دم شهدائكم، فهان عليهم، وهانت عليكم بلادكم، فهانت عليهم، بئس القوم بعضكم، ولعن الله من سرتم وراءه ولعنكم إذ فعلتم، ولو شاء ربكم لأن يخسف بكم الأرض ويسيّر فوقكم الجبال، ويبتليكم بالدم والجراد والقمل والأهوال، لكان حقا، وما ظلمكم ولكن كنتم أنفسكم تظلمون، لكن فيكم من هو خير، وماكان الله ليعذبكم هو فيكم.
أيها الناس، إن دين الله واحد، وإن محمداً آخرُ النبيين، لا نبي بعده، ولا وحيَ ولا تنزيل، حتى يرث الله الأرض وما عليها، فمن جاء بغير ذلك فقد ضل ضلالاً بعيدا، واتقوا الله، ومن يتقِ الله فهو حسبه، إن الله بالغٌ أمره، قد جعلَ اللهُ لكلِ شئٍ قدَرا، وهو أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالته.
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.