قال حطامة ابن الأغبر البغدادي لزوجته المكرودة بنت المظلوم من على فراش الموت واصفا اهوال اخر زمان العراقيين :

" يا مكرودة، ياتي على اخركم سنونٌ عجاف، يرتقيكم فيها الضيم سافاً على ساف، فيصهركم صيفها، ويغرقكم شتائها، وتوشك السماء ان تزخ عليكم امطارها، فلا يلحقن لها تارسي الجيوب، لا ذكرى ولا عبعوب، اذ يحكمنّكم صغير مخنطل، وحديده عن الطنطل، اصلاحة قطع رواتب، وافساده ان لا يحاسِب، صغير حجمه، كبيرٌ غباءه، يفَوّض فلا يستفيد، و يضرب بيد من حديد، على رؤوسكم ورؤوس الخلفوكم..

يا مكرودة، وكأني ارى شوارعكم تخوطون بها خوطاً، فلا تعبروا من المياه فرعاً ولا شوطا، امانتكم خيانة، واطفالكم سفّانة، ياتون الماء جيحا، فيعبرونه لعباً وترويحا، تيولتكم تنتل، و كهربائها تكتل، فيسجن صابرا عاما على افساده، ويرقى عبعوبا بعد ما اخذ من مال يكفي لاحفاد احفاده، وتستلم ذكرى خزينة خاوية، وهي الامينة التعبانة الذاوية، فتغوص بغداد غوصا، و تنلاصُ بالماء لوصا، ثم ما يلبث ان يعلن القصير عن اجازة الاختيار، بما افتى عليه السيد المستشار ".

فقالت المكرودة: "وهل اننا يومئذٍ قلة فيتسلطون علينا ؟".

قال: بل انكم يومئذٍ كثر، لكنكم ضجيج و صفير، ومابيكم خير، تدافعون عنهم بـ"تاج راسك فلان"، و تحمونهم بـ"والله شريف علاّن"، ولا فلان حاسبلكم حساب، ولا علان شريف النوّاب، فيسرقون مال النازحين، ويفلتون فلتة الشاردين، لا مظاهرات معهم تنفع، و لا ايادٍ لهم تُقطع، فيتركونكم بافئدة تشلع، ولقمةٍ من افواهكم تنزع، فاهمداكم.. اي والله اهمداكم، تلعب بكم الفرادى وانتم جماعة، وتطيح على رؤوسكم الطركاعة، وانتم صم بكم عمي لا تفقهون".

تقول مكرودة، فبكى عن بان بؤبؤي عينيه، وبياض وجنتيه، ثم قال لها ناظرا إلى التلفاز حيث ظهر عليه المالكي مستذكرا فساد حكوماته :

احوم وما ارد إلى سواكا..
لانهُ لا بلا الا بلاكا..
أ نوري انتَ مرضي واقتتالي..
فمن اعماق قلبي ( وصفق بيديه غاماً التلفزيون): امداكا !!

لبديع الزمان
#رسلي_المالكي

___________________________________________