لماذا لا ننجح بالعمل الجماعي في مجتمعنا العربي؟

قيم هذه المقالة
(0 تقييمات)
Print Friendly, PDF & Email

 

 

في مجتمعنا هذا، لا ينجح العمل الجماعي #أبداً، مطلقاً، وباستحالة.

أما الأسباب فهي:

* الفرد يريد الربح مقدماً، ولا يقبل العمل بروح فريق يعمل على خطة ذات أرباح مستقبلية، تخبره بالخطة فيقول لك: ومتى سأربح؟ وإن وافق فلن يستمر لشهر واحد في أفضل الأحوال.

* الثقة معدومة، فوراً سيفكر بأنك تقوم باستغلاله لأنك صاحب الفكرة أو أنك ستكون وجه المجموعة أو رئيسها، بينما أنت الذي تحتاجه لتسير الخطة بنجاح.

* الأنا بدلاً من نحن: إذا كان العمل ممولاً والتمويل قادم من رئيس المجموعة، فغالباً سيقوم هذا الرئيس بمحو أي تقدير اجتماعي لبقية الأفراد، بحجة أنه يدفع لهم مقابل جهدهم، وبالتالي فهو الوحيد الذي يستحق التكريم الاجتماعي، ما يجعل الفريق بحالة إحباط.

* عدم وجود روح المؤسسة: عندما تريد العمل مع مؤسسة ما فعليك أن تتصل برئيسها أو من ينوب عنه حصراً!! لأن القرار بيده وحده، وإذا انشغل أو سافر لن تتمكن من إجراء اتصالاتك معه، بينما في المؤسسات الناجحة فلكل فكرة أو اختصاص قسم تتواصل معه لمناقشة عروضك وأفكارك، فكرة (مؤسسة الرجل الواحد) تضيّع على نفسها الكثير من الفرص، وتعكس روح دكتاتورية المدير وحبه لأن يتمحور كل شيء حوله بالإضافة لخشيته من أن يتم التآمر عليه!!

* الخطط الغبية: يبدو أن أصحاب المشاريع الناشئة أغبياء بالعادة غالباً، فهم يضعون خطط خاسرة من البداية، والأكثر من ذلك فهم لا يسمعون رأي الآخرين، فينفض عنهم الآخرون لغباء خططهم، وينهار العمل الجماعي قبل أن يبدأ.

* الطشة!!
طالما أنا أدير المشروع، يجب أن أطش، حتى وإن كانت (الطشة) هذه ستنعكس سلباً على العملية الجماعية، بل حتى وإن انهارت!!

* تحضير الحجج والمبررات مقدماً، ويقسم لنوعين:

الأول: تطرح فكرة مُحكمة على فرد لتضمه للمجموعة، فيُظهر لك حجج ومبررات بأن المشروع سيفشل، وفي الواقع هو لايثق بقدراته ولا بخطتك، أو لكسله وعدم قدرته.

والثاني: هو الذي لا يستمع للنصيحة، وحين التسبب بالفشل يطرح حججه ومبرراته مذيلة بعبارة (وشمدريني هيج راح يصير؟؟)، ولا كأنك حذرته قبل أن يخطىء (استخدم ستراتيجية المنكنة مع هذا النوع).

* الثرثرة: ليست هناك خطة يضعها أفراد بينهم للسير عليها في مجتمعنا مالم تجدها تفاصيلها قد تسربت قبل التنفيذ حتى!! وذهب فرد أو أكثر من الفريق للحديث بها لمن هب ودب، ما يدفعك لإيقاف العمل مبكراً، فمن لا يسيطر على نفسه في البداية لن يؤتمن على أسرار العمل عندما يبدأ.

* أنا قصة نجاح رغم أني لم أبدأ بعد!!
بمجرد الشروع بالعمل، سيثرثر أعضاء الفريق بمسيرة العمل القصيرة على أنها قصة نجاح ملهمة، ضاربين بعرض الحائط كل الإلتزامات الشخصية تجاه العمل، ويحاول كل منهم إبداء نفسه كبطل على حساب المجموعة.

* عقدة ال CEO..
لماذا تريد أن تكون المدير التنفيذي بدلاً مني؟ ويبدأ بمقارنة امكانياته بك ليثبت أنه الأجدر، بمجرد سماعك هذا السؤال ستطرد هذا العضو فوراً لكونه يشكل خطراً تنظيمياً، وسيبدأ بالاتصال بالمجموعة فرداً تلو الآخر ليدمر كامل العملية كردٍ انتقامي.

* عقدة: أنت تستفيد من جهودنا دون أن تشاركنا الإستفادة!!
عندما تنظم المجموعة وتبدأ بتوجيهها، تشك المجموعة بأنك تستفيد من جهات أخرى بجهودهم، فيبدأون بتوجيه الاتهامات لك بأنك تستفيد بمعزل عنهم، فيطالبون بالاستفادة مقدماً رغم أنك لم تربح شيئاً بعد!!

* عدم احترام التخصص.
نحن نعمل بمبدأ (الفزعة)، كلنا نعمل كل شيء، لا نحترم تخصصات بعض، أي أننا لا نحيل المهمة الفلانية للمتخصص بها، بل نضع أيدينا جميعاً في كل التخصصات، وهنا يبرز الفشل ويتجلى الإنهيار.

* نظرية قرص الفوار.
ما أن تتصاعد الحماسة للعمل في بداياته، حتى تنتهي سريعاً ويبدأ الملل والكسل والتشكيك بالنجاح، فيتصدع الفريق وينهار بسرعة مع أول فرصة عمل في مكان آخر يجده أعضاء الفريق، فيتركوك بمنتصف الطريق سعياً وراء راتبٍ متواضع، رغم أن الصمود معك سيوفر لهم عائداً أضخم بكثير.

* أنا إمرأة، إذن أنا أفهم أكثر منك!!
هذا النوع من النساء اللاتي وجدن أنفسهن في مواقع مسؤولية بالصدفة هو أسفل ما يمكن أن تتعامل معه، فهي تعتبر نفسها (كوندليزا رايس) لمجرد وصولها لمنصب تنفيذي، ومهما كنت تفوقها خبرةً وإبداعاً فهي ستعاملك على أنك أقل منها فقط لأنها وصلت للمنصب بدلاً منك، لن تتقبل النقد، ستكون فظة وقليلة أدب، وعندما تصطدم بها سترجع السبب لكونك تستهدفها فقط لأنها إمرأة، ولأنك (ذكوري متعفن)!!، هذا النوع عامله بالإهانة والاحتقار فوراً، عليك أن تدمر برستيجها بالكامل. (كما فعلت أنا لأكثر من مرة).

*الأقربون أولى..
لأن صاحب العمل يشعر بأنه ملك الجهات الأربعة، فهو يخشى المؤامرات والانقلابات والبيان رقم واحد في المؤسسة، فيأتي بشعيط ومعيط من أقرباءه الجهلة ويضعهم في مواقع إدارية رفيعة، والنتيجة أن شعيط ومعيط سيتسلطون على ذوي الخبرة والكفاءة، فتبدأ المشاكل وتنتهي المؤسسة إلى فقدان كفاءاتها واستبدالهم بذوي الولاء والخضوع بدلاً من ذوي الخبرة، ولا يخضع لمثل هؤلاء إلا قليلي الخبرة والخائفين على فقدان عملهم من جماعة (أكل ووصوص)!!

لذلك، ترى أننا ننجح بالجهود الفردية فقط، ونفشل بالجماعية، نحن لا نطيق العمل بروح الفريق للأسباب أعلاه، بل نريد أن نبني أمجادنا كلٌ على حدة، وهنا تظهر مشقة الطريق وصعوبة الوصول، فالجهد الفردي لا ينجح دائماً إلا بمشقة.

عندما تتساءل: لماذا تنجح شعوب شرق آسيا ببناء شركات عظيمة كمتسيوبيشي وإل جي وسامسونغ وغيرها، ولا نبني نحن أية شركة قادرة على المنافسة رغم أن بلداننا تملك الموارد الضخمة؟ فهذا هو الجواب، تلك الدول تعمل بروح الفريق التي نفشل بها دائماً.

ولماذا العالم الغربي ينجح أيضاً ونفشل نحن؟
فلأن الرأسمالية تخضعك لعقدٍ صارم وجو منافسة شديدة تفرض عليك أن تستمر به بروح الفريق وإلا ستتحمل الغرامات والتبعات والخسائر، عندئذٍ لا يكون أمامك طريق إلا العمل بكل دقيقة، فتكون النتيجة شركة مارسدس ووكالة ناسا وشركة غوغل.

والآن انظر لأقوى ماركة تجارية في بلادنا، ستجدها:
شربت حجي زبالة!!

 

#رسلي_المالكي

___________________________________________

القراءات 24 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78630

حاليا يوجد 5 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions