عن تكاسل الشباب واتكاليتهم

قيم هذه المقالة
(0 تقييمات)
Print Friendly, PDF & Email

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..

فقد أثخن التكاسل أفعاله في نفوس الشباب، وملأها اتكاليةً وارتخاءً حتى صار الواحدُ منهم أقصى مناهُ أن ينام تحت فيءِ نخلة، فإذا أسقطت ثمرها وقع في فمه، وذلك ليس ذنبهم وحدهم، بل ذنبُ الولاةِ ممن كرّسوا لهذه بالإنفاق على أمثالهم من قبلهم دون إنتاجٍ يُذكر، حتى لتغرقن الأمةُ في ضنك العيش، ومرارة الدَين، وفقر الحال، وسوء المآل.

وإنما ذلك الاتكال لمفسدةٌ للصنعة، وخرابٌ للحرفة، وخسارةٌ للشبيبة، وفقر للأمة، وإن أممٌ تعانينَّ من قلة شبابها لا تدري ما تصنع، حتى لتستقبل المهاجرين لها ليقوموا بأعمالها، فيما أمتكم تزخر بهم لتحولهم لمجردِ أفواهٍ مفتوحة، ما يوضعُ فيهاً قيراطٌ حتى تطلب الآخر، وكلما وُضع فيها جاء غيرها يطلب أن يَرصُفَ فيهِ إلى جانبها، ثم يأتي غيره، فغيره، حتى لينفدن ما لدى الأمة من زادٍ في أفواهٍ لا تشبع، وأعدادٍ لا تنضب، كلٌ يريدُ أن يكون كمن سبقه.

والحقُ أن قيادة الأمة من مفسدين وشاذّي عقولٍ وخونةٍ وغير قادرين وعديمي الكفاءة والكفاية لأوصل الحال لما هو عليه، وأن تغيير الولاة كل بضع سنين ليرمينّ بالمسؤولية على من سبق فمن سبق، ولا يتحملنّ أحدهم مسؤولية ما صنع، فيضيع دم البلاد بين الولاة، وجهدها بين أيديهم، وكنوزها في بطونٍ لا تشبع، فتغرق السفينةٌ بمن فيها، يوم تكون الأفواهُ الجائعة أضعاف ما تستطيع البلادُ إطعامه، فتنهار البلاد، ويتحارب العباد، كلٌ يريدٌ أن يبقى بمكانه على حساب غيره.

أيها الناس..
إنما سفينتكم غارقة باتكاليتكم، وإنما الجوع آتٍ ولو بعد حين، ولا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم،

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد..
وصلى الله على الهادي البشير..

 

والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 #رسلي_المالكي

___________________________________________

معلومات إضافية

القراءات 227 مرة

1 تعليق

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78611

حاليا يوجد 10 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions