عن تكاسل الشباب واتكاليتهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..
فقد أثخن التكاسل أفعاله في نفوس الشباب، وملأها اتكاليةً وارتخاءً حتى صار الواحدُ منهم أقصى مناهُ أن ينام تحت فيءِ نخلة، فإذا أسقطت ثمرها وقع في فمه، وذلك ليس ذنبهم وحدهم، بل ذنبُ الولاةِ ممن كرّسوا لهذه بالإنفاق على أمثالهم من قبلهم دون إنتاجٍ يُذكر، حتى لتغرقن الأمةُ في ضنك العيش، ومرارة الدَين، وفقر الحال، وسوء المآل.
وإنما ذلك الاتكال لمفسدةٌ للصنعة، وخرابٌ للحرفة، وخسارةٌ للشبيبة، وفقر للأمة، وإن أممٌ تعانينَّ من قلة شبابها لا تدري ما تصنع، حتى لتستقبل المهاجرين لها ليقوموا بأعمالها، فيما أمتكم تزخر بهم لتحولهم لمجردِ أفواهٍ مفتوحة، ما يوضعُ فيهاً قيراطٌ حتى تطلب الآخر، وكلما وُضع فيها جاء غيرها يطلب أن يَرصُفَ فيهِ إلى جانبها، ثم يأتي غيره، فغيره، حتى لينفدن ما لدى الأمة من زادٍ في أفواهٍ لا تشبع، وأعدادٍ لا تنضب، كلٌ يريدُ أن يكون كمن سبقه.
والحقُ أن قيادة الأمة من مفسدين وشاذّي عقولٍ وخونةٍ وغير قادرين وعديمي الكفاءة والكفاية لأوصل الحال لما هو عليه، وأن تغيير الولاة كل بضع سنين ليرمينّ بالمسؤولية على من سبق فمن سبق، ولا يتحملنّ أحدهم مسؤولية ما صنع، فيضيع دم البلاد بين الولاة، وجهدها بين أيديهم، وكنوزها في بطونٍ لا تشبع، فتغرق السفينةٌ بمن فيها، يوم تكون الأفواهُ الجائعة أضعاف ما تستطيع البلادُ إطعامه، فتنهار البلاد، ويتحارب العباد، كلٌ يريدٌ أن يبقى بمكانه على حساب غيره.
أيها الناس..
إنما سفينتكم غارقة باتكاليتكم، وإنما الجوع آتٍ ولو بعد حين، ولا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم،
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد..
وصلى الله على الهادي البشير..
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
1 تعليق
-
Comment Link
الإثنين, 14 تشرين1/أكتوير 2024 04:09
posted by ✏ You have received a message № 761. Read https://telegra.ph/Go-to-your-personal-cabinet-08-25?hs=63eb274c9840ea7a59d3be5b384dff85 ✏
brcnua
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.