مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

حطامة ابن الاغبر و كاتب التاريخ

قيم هذه المقالة
(2 تقييمات)
Print Friendly, PDF & Email

 

راى حطامة ابن الاغبر ان قوما تشاجروا بالعصي والحجارة، فلما "شكف بينهم"، سمع ما كانوا يتشاجرون من اجله، فقد كان ان تشاجروا على الاحقية بالخلافة، وقد مضى على ذلك اربعمئةٍ والفٍ من السنين، حتى لم تعد هناك دولة يتقاتلون على خلافتها، فلما رأى منهم ذلك انشد قائلا:
تشاجر القوم على الخلافة .. وعينهم تقدحُ في صلافة .. اما تظنوا ان ذاك انقضى ؟ ام انها نوعٌ من السخافة ؟ فرماه احدهم بحجرٍ فشج رأسه، فنقل ابن الاغبر لمدينة الطب، ولما كشفوا عليه، كان قد دخل في غيبوبة، فبقيت المكرودة بنت المظلوم مرافقةً له، حتى انقضى دهر عديلة، ودهر من تلاها ومن تلاه، وكان ابن الاغبر لا يزالُ في غيبوبته، وقيل، ان غيبوبة ابن الاغبر طالت حتى اربعين من السنين، وقيل، اربعون وخمس، فلما افاق، كانت المكرودة قد بلغت من العمر عتيا، فقالت له:
حطامةٌ فقم لنا فإنا .. "انولينه" و الشعبُ بهِ شقاقُ .. تشاجروا اليومَ الستَ تدري؟باننا يقتلنا العراقُ؟
فقال لها ابن الاغبر: كم لبثنا؟قالت: "يومٌ او بعض يوم، فايام العراق كلها متشابهة". فلم يفهم ابن الاغبر ماقالت، وظن انه قد لبث يوما او بعض يوم، فقام الى الشارع ليشتري كيس تتن مزبن، ولما اعطى نقوده هزأ به البائع، فقال له:
عهدُ الدمقراطيّة قد كان انتهى ..

و اليومُ عهدٌ قادمٌ وجديدُ ..
من اين جاء المال هذا قل لنا ..
سبكُ الدنانيرُ الجديدة حديدُ .

فحك ابن الاغبر رأسه، ولما نظر الى شاشة نقاله، وجد انه في العام 2050، ولا زال نقالهُ بي 9% شحن، فتذكر اخر ماكان له، من شجٍ لراسه بسبب معركة طائفية، فحمد الله واثنى عليه، فقد ولى زمن المعارك الطائفية بعد كل هذا الزمن، الا انه كان قد عيط على مقربة، ولم يجد من ذلك مهربه، فتشاجر الرجال، وتعالى العراكُ والسجال، ولما اقترب منهم، وجدهم لا يزالون يتعاركون على الاحقية بالخلافة، فهز يده وقال ما قالهُ قبل اربعين عاما وخمس:
تشاجرَ القوم على الخلافة ..
وعينهم تقدحُ في صلافة ..
اما تظنوا ان ذاك انقضى ؟
ام انها نوعٌ من السخافة ؟

فرماهم احدهم بحجرٍ فشج رأسه، وكان ابن الاغبر لازال صاحيا، فقال له:

اغبني عن الوعي الذي القى به ..
هذي الشكولُ وخذ برميكَ عقلي ..
واذا حجارتك التي ترمي بها ..
ضاعت فخذ هذا وإرم بنعلي ..
فرُمي ابن الاغبر بنعله، وغاب عن الدنيا خمسين عاما اخرى.
وكان ان رأته المكرودة يُدخل الى الردهة مصابا برأسه، فقالت :

كون امشي للتاريخ، وبإيدي دَبَّه ..
وانعل ابو السواه .. يابو اليكتبه ..


رسلي_المالكي
القراءات 436 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78758

حاليا يوجد 2 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions