لماذا ينجح اليهود دائماً بإعادة تكوين قوتهم بعد كل انتكاسة تاريخية، رغم قلة أعدادهم؟
ينتهج اليهود بالعادة في كل التاريخ نهج (العمل الجماعي طويل الأمد، واضح الأهداف)، فهم لا يعملون بمبدأ تخليد الأسماء الفردية لإنجازاتها، بل يعملون ككتل بشرية متعاقبة تعمل على هدف واحد، لا يهمهم من سيخلد من أسمائهم ومن سيُنسى، المهم هو الهدف الجماعي.
الإيثار، كلش شيء في سبيل الهدف..
بنهاية أية انتكاسة تاريخية يتعرضون لها، يبدأون من جديد كما يلي:
- المدخرات الشخصية أولاً، النواة الأولى لتكوين ثروة الجماعة هي الأموال الفردية، وكما هو معلوم، فإن اليهود دائماً يكونون أغنياء بسبب المراباة والشح الشديد والتفكير التجاري الذكي، فهم بارعون بتكوين الشركات الناجحة والأعمال المربحة، ما يشكّل لديهم ثروات فردية كبيرة.
- يجتمع عدد من كبار التجار وصغارهم في البلاد التي يعانون فيها، ويقررون التوجه بأموالهم إلى عصب معين في هذه البلاد، كأن يكون التجارة، أو الصناعة، أو الزراعة، يشترون بها كل ما يمكن شراؤه، ويبدأون بتطوير ثرواتهم أكثر فأكثر، إلى الحد الذي يمكنهم لاحقاً من السيطرة على المجال كلياً، وأول ما يفعلوه بعد التمكن هو رفع الأسعار والتحكم بها، وتهييج الرأي العام على الحكومة القائمة (بارعون بفنون الإعلام وإدارة الطابور الخامس)، ثم يعرضون الحل على الحكومة عن طريق إقراضها لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وهنا، يضعون الفوائد على الحكومة.
- القرض لن يحل المشكلة بالنسبة للحكومة، فلا زال العصب الذي يمسكه هؤلاء بأيديهم، فهم يرفعون الأسعار بيد ويقرضون الحكومة بيد أخرى، وهنا غرقت الحكومة بالديون والفوائد دون أن تُحل المشكلة، فيثيرون الرعاع على الحكومة لاقالتها واستبدالها بحكومة من تحت عبائتهم مقابل تخفيض الفوائد عليها، وهنا، صارت هذه البلاد يجيبهم الخلفي!!
- العلوم، وقراءة التاريخ .. يبرع اليهودي بالاستثمار بجيناته! فهو بخيل بكل شيء إلا بالإنفاق على تعليم أولاده في أرقى المعاهد والجامعات العالمية، لأن قضية جماعته يجب أن تبقى بأيدي متعلمة جيلاً بعد جيل بدءاً من أبناءه، وليضمن عدم تبديد الثروة، فلا يبددها إلا جاهل أحمق، وليس إبن متعلم، أو بنت متعلمة. أما التاريخ، فليس هناك شعب في العالم لا يعرف عنه هؤلاء كل شيء، هم يقرأون ليعرفوا نقاط قوة الشعوب وضعفها، وطريقة تفكيرها، وطرق استفزازها، هم يدرسون كل شيء، فهم لا يتعبدون بقدر ما يتعلمون!
- الهدف أولاً!
لا يطمح اليهودي لأن يخلد اسمه بقدر ما يطمح لأن تكون المجموعة منتصرة ومحققة لأهدافها، وهذا عكس العرب تماماً، بل عكس الشعوب الشرق أوسطية بالمجمل، تلك التي يطمح كل فرد فيها لأن يخلده التاريخ، بدءاً من شيخ العشيرة وصولاً للرئيس والملك، الكل يحب ان يهوَّس له ويصفق لرعونيته، هم عكسنا تماماً، يقرأون، يتعلمون، يعملون بالظل فقط، وبقمة الهدوء. - الزواج من المجموعة فقط!
لمنع دخول أفكار غريبة، ولمنع تبديد الثروات، فالزيجات تتم بينهم فقط، لتستمر الأموال بأيدي المجموعة، ويستمر الهدف أوحداً من جيل إلى جيل. - الإعلام، سلاح فتاك!
الإعلام في بلدان العرب غبي وجاهل وساذج، يُظهر الرئيس أو الحاكم بأنه المؤيد بنصر الله والقائد الأوحد، فيما كل الشعب ناقم عليه ويعرف بأن هذا الإعلام موجه ومدفوع الثمن، في المقابل، يركز هؤلاء على قيادة إعلام الشعوب بدون أن تفهم هذه الشعوب من الذي يدفع لهذا الإعلام، عبر سلسلة غامضة وطويلة من الممولين والمدراء، ويعتمد هذا النوع من الإعلام على القوة الناعمة وذات النفَس الطويل جداً، ولا يرتجي نتائج فورية أبداً. - لا محددات أخلاقية، الضمير يجب أن يموت!
كل شيء في سبيل القضية هو متاح ومبرر، ليس هناك مانع للقيام بكل الأعمال اللا أخلاقية، بدءاً من صناعة الفضائح وليس انتهاءً بارتكاب الجرائم الجماعية، ليس فيهم من يجلد الذات ويلوم الجماعة على ما ارتكبت.
هناك المزيد من النقاط المهمة، لكن نكتفي بهذا القدر من الشرح.
#رسلي_المالكي
___________________________________________
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.