لّما أعودُ لموطني وأراهُ - شعر
لّما أعودُ لموطني وأراهُ..
أهوي عليهِ مقبّلاً لثراهُ..
وسألثمُ النخلَ العظيمَ بخدهِ..
أشكو إليهِ البردَ ما أقساهُ!
وعلى ضفاف النهرِ أذرفُ أدمُعاً..
تُخبرهُ كم سالَت لكي تلقاهُ!
هزّ النوى روحي وأحرقَ أضلعي..
فأنا الذي حرَقَ اللهيبُ رِداهُ..
هذي ثلاثٌ قد مررنَ وها أنا..
متوسلٌ بالليلِ أن أغفاهُ..
مالي ودارٌ قد سمعتُ غناءَها..
وأنا البعيدُ معذَّبٌ لصداهُ.!
لكنّها لو أشّرت أهديتُها..
هذا الوريدَ وما بهِ وعَداهُ!
جُنّت لصوتِ الحيِّ نفسي، وها أنا..
جسمٌ بعيدٌ والحنينُ طَواهُ..
وعلى عذابات اغترابيَ إنني..
اُرمى بطوبٍ طالَ منهُ مَداهُ!
هل قد نُفيتُ؟ سوى لأنيَ لم أزل..
ألوي بكفّي الشرَّ أن يغشاهُ؟؟
دافعتُ عنهُ بما لديِّ وها أنا..
لم ينفِنِي مما سواهُ سواهُ!!
يا حسرةَ الخذلانِ لما تلقَهُ..
ممّن ذويتَ لكي يقومَ تراهُ!
متبسمٌ مما أرى وبداخلي..
عُمرٌ يئنُّ على الذي أفناهُ..!
شاخت بوجهي -لو تراني- ملامحي..
وامتدَّ شيبٌ في اللحى بِسَناهُ..
وذويتُ حتّى لو نسيمٌ مسّني..
لرأيتَني مُتصارعٌ وهواهُ!
- ومتى أراهُ؟
- أبعدَ كلّ عذابهِ؟!
- لابأسَ، أخبرني متى سأراهُ!
حتّى إذا لاحَ النخيلُ بسعفهِ..
أهوي عليهِ مقبّلاً لثراهُ!
#رسلي_المالكي
___________________________________________
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.