مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

ديباجة دستور العراق

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

ديباجة كتبتها لدستور العراق بدلاً من الديباجة الانهزامية الحالية، تلك التي تبعث على العداء والتشتت والتشرذم..

أضعها بين أيديكم، أرجو قراءتها بتمعن ودقة.
ملاحظة: هذه لدستور العراق حين يكون بخير إن شاء الله.

**

بسم الله الرحمن الرحيم

"نحنُ شعب الرافدين، أمة العراق السامية، باسمنا وتاريخنا ووجودنا وحضارتنا، وبماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وبهويتنا التي يعرفها العالم بأسره، هذه بلادنا العراق، وطنٌ خالدٌ للعراقيين، واحدٌ لا يعرف التجزئة..

على أرضنا لاح فجرُ التاريخ بأسره، حين خط أجدادنا العظام أول حرفٍ أنهى حقبة ماقبل التاريخ، وبين نهرينا الخالدين (دجلة والفرات) أسسوا أول دولةٍ في التاريخ الإنساني، لتكون مناراً للبشرية انتشر شعاعهُ من أرضنا إلى العالم كله، وعليها كُتب أول قانونٍ في تاريخ البشر نظم حياة الإنسانِ وحفظ له حقوقه وانتصر لإنسانيته.

وقبل أن يعرف الإنسان الرسالات السماوية، تطلعت قلوب أجدادنا العراقيين إلى النور الإلهي، حتى بعث الله نوحاً و ابراهيماً مبشرين لبني آدم برسالة الله الواحد، وكان ذلك بين نهرينا، وعلى تراب أرضنا، فعرفت الإنسانية اللهَ كما أراد، من نورٍ شعت به رسالته، لاح من العراق.

هنا على أرضنا، بزغت أولى الامبراطوريات التاريخية في العالم، سومر، وأكد، وبابل، وآشور، لتُعلّم الإنسانية كيف يمكن لها أن تسمو بالعلم والقوة والعظمة، بما جعل عيون البشرية تنظر بتبجيلٍ عظيم ومهابةٍ كبيرة جيلاً بعد جيل لما تركته تلك الحضارات من فنٍ وتاريخٍ وعلمٍ وتركةٍ مهيبة..

وحين بعث الله الهادي البشير هدىً ورحمةً للعالمين، فتحت بلادنا ذراعيها لاستقبال النور السماوي المقدس، فأصبح العراقُ كنز الرجال، وجمجمة العرب، ومادة الأمصار، ورمحَ الله في الأرض، ومنه انطلقت رسالة محمدٍ النبي إلى الشرق الاقصى ثم إلى كل العالم، حين أصبحت الكوفةُ عاصمة المسلمين جميعاً في العهد الراشدي، ثم هاشمية الأنبار في العهد العباسي، فبغداد، عاصمة الدولة العباسية ودرة تاجِ مدائنها شرقاً وغرباً..

وجيلاً بعد جيل، عشنا معاً على هذه الأرض انتصاراتنا وانكساراتنا، وتشاركنا سويةً الفرح والحزن، وقدّمنا الشهداء وولدت أمهاتنا الأبطال، إلى أن بزغت دولتنا الحديثة على يد الأب المؤسس والبطل الخالد فيصل بن الحسين، متحدةً بولاياتٍ تاريخيةٍ ثلاث هي بغداد والموصل والبصرة، وتشكل وطننا الذي نحيا فيه اليوم جنباً إلى جنب، لنؤكد على كوننا أمةً عراقيةً واحدة تجمعنا روابطُ التاريخ والأرض والروح الوطنية العالية والتضحية الغالية النفيسة..

نحنُ شعب الأمة العراقية، بنهرينا وأرضنا وسمائنا ومياهنا، جزءٌ من الأمة العربية الكبيرة، وجزءٌ من العالم الإسلامي، أمةٌ مستقلةٌ لها قدرها بين أمم العالم، نتعايشُ متآخين على أرضنا، بكل تنوعنا القومي والفكري والديني والحضاري..

قررنا بعد أن عشنا سويةً كل ما مرّ ببلادنا من شدةٍ ورخاء، أن نكتبَ دستوراً لنا ولأجيالنا اللاحقة، نحفظُ فيه حق الإنسان، ونؤكد فيه على كوننا سواسيةٌ أمام قوانينه، ونضع فيه فخرنا العالي ومبادئنا التي نؤمن بها، لحفظ بلادنا واحدةً قويةً تلبى فيها طموحات شعبها في الرخاء والرفاهية والاستقرار، دستورٌ يؤول هذه المبادئ والأفكار وهذا الإيمان، بما يستوجبُ احترام نصه وروحه والولاء المطلق له، لنعهد به إلى الأمة العراقية الخالدة، محبين حريصين مستقلين، ونهديه بما فيه من عدالةٍ إلى الوطن الساكن في قلوب الأبناء والبنات العراقيين، المحبين للعدالة والسلام والازدهار.

 

كتبنا دستورنا هذا، على وحي رسالة الله العظيم الخالدة:
(فاستقم كما أُمرت)

#رسلي_المالكي

 

 

___________________________________________

القراءات 205 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78715

حاليا يوجد 6 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions