عن طلب الرزق وإيجاد الصنعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..
فما أكل امرءٍ طعاماً قط خيرٌ من أن يأكل من عمل يديه، وإن الدين عندنا ليس أن تصف قدميك وغيرك يقتاتُ لك، بل أن تحرز رغيفك ثم تتعبد، وإن العمل شرف، والجهدَ مفخرة، والتعلمَ وإن كانَ مجهدةٌ فهو رِفعة، وإن امرءٍ له عقلٌ كامل، وبدنٌ صحيح، ولم يجد بين الناس وخلق الله رزقةَ حلالٍ يسترزقُ منها، وصنعةَ خيرٍ يعتاشُ عليها، إنما هو ظالمٌ بحق نفسه، وحق ما منحه إياه ربهُ من الطاقةِ والعقل..
فتعلم – هداك الله- صنعتك، وجد لك بين الناس مكانتك، واسترزق بما استطاع أن يغنيك عن سؤلة الغير، من دونِ حججٍ ولا تبرير، فقد خلق الله الأسباب لخلقه، وترك فيهم العقل بما يحولُ دون أن يبقيها محضُ أسبابٍ دون استفادة، ومحضُ رزقٍ تائهٍ دون استزادة..
وجِد لك بين الأعمال خبرة، وبين الصناع محطّة، حتى تسود برزقك على الحاجة، وترغب من التعب باضطراده، وإن امرءٍ لم يُمنح ما منح لك من قوة البدن، وصحة الجسم، قد وجد له باباً للرزق دون حجة، فيما يجالسُ أحدكم الراغبين بالراحة، النادبين الحظوظ، فلا يلبث إلا أن يكون مثلهم أو أسوأ منهم..
وإن الله حين خلق الأرض والسماء، وفرق بين الصيف والشتاء، وباعد بين البلدان، وخالفَ بين لسانٍ ولسان، ونوّع بين خلقه في أرضه ومياهه وسماءه، إنما ليخلق للناسٍ أسباباً يسترزقون منها، فيذهبُ كل امرءٍ إلى صنعةٍ تخالف صنائع الناس فيعيشَ عليها، فترى الناس تقتاتُ وتسترزقُ من صنع يديها..
إلا تعساً لمن اتكأ بانتظار رزقه أن يأتيه، ومن خالط البائسينَ فأصابه بؤسهم وفشلهم، وبئس أولئك مرتفقاً..
اقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم، وصلى الله على الهادي البشير..
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.