هل حان وقت الساعة الأخيرة ؟
بعد أكثر من أربعين عاماً عدتُ اليها متشوقاً متلهفاً ، ذلك ان الأجواء السائدة في عالمنا اليوم تَلحُ على الذهن لاستذكار الاعمال الخالدة التي تناولت حقباً زمنية مهمة ومفصلية وحاسمة في تاريخ البشرية ، وانطوت على فلسفة ورؤية متشائمة لمصير الانسان المُعذَب والمُستعبَد الذي فقد الأمل في كل شيء ، إنها رواية " الساعة الخامسة والعشرون " للكاتب والروائي الروماني قسطنطين جيورجيو التي صدرت العام 1949 . وبينما كنتُ أنقبُ في مكتبتي عن هذه الرواية ، تداعت إلى ذهني ذكريات ومواقف طريفة مع زملاء وأصدقاء أعزاء تباروا في وقتها لقراءتها ، وترديد مقاطع منها تعكس يأسهم ومخاوفهم تجاه هذا العالم المادي الذي تفوقت فيه الآلة على الانسان حتى تحول إلى عبدٍ لها ، وازدادت فيه قساوة الأنسان وظلمه لأخيه في الإنسانية ، وربما تعبر عن احتجاجهم الصامت ، ومخاوفهم مما سيؤول اليه المستقبل في بلدهم والعالم . كان ذلك نهايات السبعينيات حين حصلتُ على نسخة من الرواية التي ترجمها إلى العربية المترجم السوري فايز كم نقش ، مع مقدمتها التي كتبها الفيلسوف والكاتب الفرنسي غابرييل مارسيل . وبعد انتهائي من قراءة الرواية طلبها مني رسام وناقد تشكيلي من الأصدقاء ، فأعرته اياها من دون تردد ، على أمل أن يعيدها لي بعد قراءتها ، لكنه تورط حين أعارها بدوره لصديق له تمهل طويلاً في اعادتها . لستُ من الذين يحرصون على الاحتفاظ برواية أو كتاب غير مرجعي بعد الانتهاء منه ، بل أميل إلى أن يطلع عليه اصدقائي حتى ولو لم يبادروا لإعادته ، كما لا أؤمن بتلك المقولة الشهيرة المسيئة بحق من يعير كتاباً ، ومن يعيده ، غير أني ألححتُ لاسترجاع كتابي ، وأزداد الحاحي بعد أن أخبرني الأديب علي خيون ذات يوم ، بأن القاص عبد الستار ناصر سُئل يوماً سؤالاً افتراضياً : لو اضطررتَ لبيع مكتبتك يوماً ، وكان أمامك خيار للإبقاء على كتابٍ واحدٍ ، فأي كتابٍ سيكون ؟ فأجاب فوراً : " الساعة الخامسة والعشرون " ، وكان ذلك مما ألهب حماستي لمزيد من الاصرار على استرجاع هذه الرواية ، فقد كان من الصعوبة الحصول على نسخة أخرى منها في تلك الأيام ، ولما لم أصل إلى نتيجة تركتُ الأمر برمته ، وطواه النسيان بمرور السنين ، إلى أن فاجأني الصديق الناقد الموسيقي والفنان التشكيلي حميد ياسين بعد أكثر من سبع سنوات بإرجاعها معتذراً بشدة عن التأخير الذي لم يكن سببه ، وهي مغلفة بغلافٍ أخضرٍ سميك ، كتعويض عن سنوات الانتظار ! . قد يسأل أحدكم : لِمَ كل هذه الاهتمام بهذه الرواية تحديداً ، وهناك مئات الأعمال الأدبية والروايات العظيمة التي تجسد العذابات البشرية شرقاً وغرباً ؟
والجواب لأنها رواية صادقة بتجربتها الانسانية وأحاسيسها ، فهي تنتصر للإنسان المسحوق في مواجهة العبودية التقنية وخضوعه للآلة التي استعبدته ، وفي الوقت نفسه فإنها تنتصر للإنسان الفرد في مواجهة الأيديولوجيات والسياسات والمعسكرات الشرقية والغربية على السواء ، فهي تتساوى في سحقها لإنسانيته وحريته وتدمير حاضره وسرقة أحلامه . فضلاً عن ذلك ، فقد حفلت الرواية بأفكار وخلاصات عن الوضع البشري في دول أوروبا الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها ، ومنها بلد الروائي رومانيا ، من خلال العذابات التي مر بها أبطالها البارزون أمثال إيوهان موريتز ، وتريان كوروغا الذي جعل منه المؤلف كاتباً للرواية ، والأهم من ذلك كله إن حكاية الأرانب البيض ، أحالتني إلى حكاية الفيروس كورونا المستجد COVID - 19 الذي يهدد البشرية اليوم ، وسيأتي الربط بينهما لاحقاً .
مرحباً أيها العبد
كنا نحفظ عن ظهر قلب مقاطع وكلمات من الرواية لشدة اعجابنا بها يومذاك ، ونحن في بدايات عملنا الصحفي منتصف السبعينيات وأواخرها ، حتى أن فجر جودة اعتاد على ترديد مقولة " سالف سكلاف " في أكثر من مناسبة ، بل صارت هي تحيته اليومية حين نلتقي ، وتعني " مرحباً أيها العبد " ! ، وهي التحية التي كان يسمعها إيوهان موريتز في معسكرات العمل والاعتقال والتعذيب من سجين آخر يقوم بدور الحراسة ، وبقي فجر يرددها إلى نهاية الثمانينيات حين اختار الخلاص من العبودية باحثاً عن عالم حر ، ومستقبل أفضل . وقد انقطعت عنا اخباره تماماً لمدة تقرب من ربع قرن ، حتى أن صديقنا المشترك د . محمد فلحي كتب عنه مقالاً بعنوان " أين أنت أيها الفجر ؟ " مستذكراً فيه مواقف وحكايات من أيام العمل الصحفي الطلابي ، ختمه بالقول : " إذا كنتَ يا صديقي فجر ، على قيد الحياة ، فأجب ندائي ، ورجائي إلى كل من يسمع هذا النداء ، ويعرف أية معلومات عن فجر جودة أن يخبرني عبر البريد الإلكتروني . أين أنتَ يا أيها الفجر ، فقد طال الليل كثيراً !! " . لقد اختفى الرجل عن أنظارنا وأسماعنا وانقطعت أخباره تماماً ، وأصبح واجباً علينا أن نعرف خبره حياً أو ميتاً ، إلى أن فاجأنا بعودته نهاية العام 2013 وقد صار دكتوراً واستاذاً وباحثاً مرموقاً في علم الاجتماع من احدى الجامعات البريطانية ، وانجز بعد عودته إلى بغداد كتاباً بعنوان " ثقافة الموت .. صورة المجتمع العراقي في مرحلة ما بعد الخراب " لكنه لازال يهمس في أُذني كلما التقينا " سالف سكلاف " مثلما كان يرددها قبل أربعين عاماً ، وأجيبه بمثلها : " سالف سكلاف " !! .
يعتقد جورجيو ان الأرضَ لم تعد ملكاً للبشر ، وإن الحضارة الغربية وهي في مرحلتها الاخيرة ، لم تعد تحفل بالفرد ولا تعامله كإنسان ، إنما كعبدٍ ورقيقٍ تقني ، وهو يرى أن المجتمع الغربي يعيش في " الساعة الخامسة والعشرون " ساعة الحضارة الأوروبية : وهي " اللحظة التي تكون فيها كل محاولة للإنقاذ عديمة الجدوى ، بل أن قيام مسيح جديد لن يجدي فتيلاً . انها ليست الساعة الأخيرة ، بل هي ساعة بعد الساعة الأخيرة " التي يشعر الانسان فيها " شعوراً لا يضاهيه إلا احساس الجرذان المسبق ، الذي يدعوهم الى هجر مركب على وشك الغرق " ..... لماذا ؟ : " لأن حضارتنا الغربية لم تبلغ الشأو الذي بلغته إلا باحترامها الرموز الثلاثة ، هذه الأقانيم : الإنسان والجمال والحق . والآن فان حضارتنا تخسر أثمن جزء في ميراثها وأعني حب الإنسان واحترامه . إن الحضارة الغربية لا وجود لها اذا ذهب منها ذلك الحب وذلك الاحترام للإنسان . انها تموت " . وتتشابه هذه النظرة للحضارة الغربية مع نظرة الفيلسوف والمؤرخ الألماني أوسفالد شبينغلر الذي أعلن في كتابه " تدهور الحضارة الغربية " الصادر عام 1918 أن العالم الغربي يحتضر ، فلكل حضارة عُمرٌ محدد ، والثقافة الغربية الفاوستية – نسبة إلى يوهان فاوست الذي عقد صفقة مع الشيطان وباع له روحه مقابل المكاسب المادية - تعيش فصلها الأخير . وهذه نظرة متشائمة قد تكون استمدت بعض طروحاتها وأفكارها ، من تشاؤمية الفيلسوفين الألمانيين شوبنهاور ونيتشه .
ساعة ما بعد الساعة الأخيرة
لكن ماهي علامة هذه الساعة ؟ علامتها موت الأرانب بعد تسمم الهواء ، ففي الغواصات الحديثة تتوفر اجهزة تنبه البحارة إلى الوقت المحدد لتجديد الهواء قبل ان يفسد ، لكن هذه الاجهزة لم تكن متوفرة في الغواصات القديمة ، لذلك فإن البحارة كانوا : " يصطحبون معهم عدداً من الأرانب البيض إلى جوف الغواصة . فإذا تسمم الهواء ماتت الأرانب ، ومن ذلك يعرف البحارة أن لديهم خمس ساعات يحيون خلالها قبل أن يسقطوا بدورهم فريسة للاختناق . فكان على قائد الغواصة في تلك اللحظة ، أن يتخذ القرار الحاسم ، أما الصعود إلى سطح الماء ببذل جهد اليائسين ، وأما البقاء في الأعماق والموت مع البحارة كلهم . وقد جرت العادة ، اثر اتخاذ القرار الثاني ، على أن يقتل البحارة بعضهم بعضاً بطلقات المسدسات " ! . " الساعة الخامسة والعشرون ، كونستانتان جيورجيو ، ترجمة فائز كم نقش ، دار اليقظة العربية1966 ، صدرت طبعتها المترجمة الأولى في " 1953 ألا تذكركم هذه الفكرة التي جاءت في رواية " الساعة الخامسة والعشرون " بغواصتنا البشرية المعاصرة ، بعد أن اجتاحها فيروس كورونا المستجد كنذير للبشرية ؟ أولسنا في وضع شبيه بوضع بحارة تلك الغواصات القديمة ، وإن ظهور الفيروس يشبه إلى حد ما موت الأرانب البيض ؟ ، إنه - بغض النظر عن طبيعته ومصدره من الطبيعة أم من المختبر – جرس انذار للإنسان من أجل أن يعيد حساباته من جديد في الساعة ما بعد الأخيرة ، فقد ازدادت المظالم ، وعَمَّت الظلمات ، واتسعت رقعة القتل المُحَرَم للنفس البشرية التي وهبها الله لعباده ، وتفشى ثالوث الجهل والفقر والمرض ، وازدادت ملايين المشردين والمهجرين والنازحين ، وتعمقت عذابات الإنسان طليقاً كان أم مقيداً ، وفسد هواء العالم . صحيح أن هذه الساعة – بحسب النظرة المتشائمة في الرواية – هي : " الساعة التي يكون فيها الانقاذ قد فات أوانه ، وانه بعد موت الأرانب البيض ، لا يبقى من حل إلا الاستسلام للمُقَدَر " .... لكنها ليست ساعة يوم القيامة الكورونية – وفق تعبير الكاتبة والروائية والمترجمة العراقية لطفية الدليمي – التي تنحاز في رؤيتها لمنطق العقل العلمي المحكوم بالأمل ، ولا تتفق مع من أسمتهم " بالديستوبيين ونذرهم ووضعهم النفسي المنذر بالفناء ومشهديات القيامة المرعبة .. الذين يصورون واقع الحال وكأننا أمسينا على أعتاب مرحلة قيامية apocalyptic منذرة بفناء البشرية " ! . ولعلي أتفق إلى حد كبير مع هذا الرأي ، فليس في التفكير المنطقي عناصر لاهوتية يمكن أن تسوغ النهاية على هذا الشكل المرعب ، على الرغم من أن الحركات المناهضة للعولمة ، ومؤتمرات منظمة التجارة العالمية ، تؤكد باستمرار على " أن العالم يسير إلى الهاوية ، وأن قضايا البيئة وحقوق الإنسان والتنمية والشفافية هي قضايا مصيرية يتمّ الاستهانة بها في قمم الدول الغنية من أجل خدمة مصالح الأغنياء : تناقضات القانون الدولي : الحسين شكراني " ، ورغم الحرب الإعلامية المستعرة بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية ، بسبب المسؤولية عن انتشار وباء كورونا المستجد وتحوله إلى جائحة عمت أغلب أرجاء الكرة الأرضية ، ألا ان ذلك لا يمكن في كل الأحوال أن يتحول إلى مواجهة عسكرية واسعة بينهما ، إلا في حالة وصول قادة البلدين إلى مرحلة الهستيريا الجنونية الكاملة ، وهذا أمر يكاد أن يكون مستحيلاً لأسباب كثيرة .
كورونا والأرانب البيض
ان توازن الرعب بين أميركا والصين قائم على امتلاكهما للقدرات التسليحية النووية ، وليس على الأسلحة التقليدية - وبحسب الكتاب السنوي 2019 لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي : اصدار مركز دراسات الوحدة العربية - فإن الولايات المتحدة تمتلك خزيناً يُقَدَر بـ 6185 رأساً حربياً نووياً موزعة على قاذفات ، وقذائف بالستية عابرة للقارات ، وغواصات ذات محركات نووية مسلحة بقذائف بالستية تطلق من البحر ، عوضاً عن رؤوس حربية احتياطية ، فيما تمتلك الصين مخزوناً كلياً يُقَدَر بـ 290 رأساً حربياً من قذائف بالستية ذات قواعد برية ، واخرى تُطلق من البحر ، وطائرات هجومية ، وقذائف انسيابية ، علما انها تمتلك عدداً من الرؤوس الحربية يصل مدى الواحد منها لأكثر من 12000 كم – المسافة بين بكين وكلاً من واشنطن ونيويورك لا تزيد عن 11000كم ! _ فيما يبلغ مدى أطول رأس حربي أميركي 16000 كم : "واستناداً إلى تقدير صادر من مكتب الموازنة التابع للكونغرس الأميركي في كانون الثاني / يناير2018 ستبلغ تكلفة تحديث الترسانة النووية الأمريكية والمرافق الداعمة لها وتشغيلها نحو 494 مليار دولار في الحقبة 2019 -2028 بزيادة 94 مليار دولار عن العام 2017 " ، ويتضح من هذه الارقام ان أميركا تمتلك قوة ردع نووي متفوقة تجاه الصين وغيرها من الدول النووية ، وانها بصدد تعزيز هذه القوة بالمزيد من التخصيصات المالية الضخمة ، وأن أي مغامرة نووية ، ومن أي طرف من الأطراف ، هي ضرب من الجنون والانتحار ، وأن العالم حين يتجاوز الساعة ما بعد الأخيرة ، فانه ليس بالضرورة أن ينتهي إلى خيار مدمر ينسف الروح الإنسانية قبل أن ينسف الصروح المادية ، انما هناك خيارات أخرى أمام البشرية ، يمكن أن تلجأ اليها بعد فساد الهواء وموت الأرانب البيض ، وبعد ظهور فيروس كورونا ، النسخة الأحدث من أرانب الغواصات المُنذرة بالخطر والموت ! .
وهل فاتت ساعة الإنقاذ ؟
إن الأرضَ هي ملك لجميع البشر ، على خلاف منطق رواية " الساعة الخامسة والعشرون " ، وان البشرية كلها في سفينة واحدة ، ولا يصح لراكبها أن يتصرف بالمكان المحدد له ليقوم بثقب السفينة واغراق الجميع ، مثلما لا يصح أن تتصرف دولة من الدول تصرفاً يهدد الأمن العالمي ، أو يدمر البيئة ، أو يهدد الحياة ، بمعزل عن مصالح الدول الأخرى ، ومصائر البشر ، وان مقولة تريان بطل الرواية بأنها : " الساعة التي يكون فيها الانقاذ قد فات أوانه " لا يمكن أن تكون مقياساً في عالمنا اليوم بمواجهة واحد من الأوبئة الخطيرة التي شهدتها الانسانية عبر تاريخها الطويل ، فمن المبكر القول ان ساعة الانقاذ قد فاتت ، ومن اليأس أن نستسلم لهذا السيد الجديد الذي يريد أن يجعل من سكنة الأرض عبيداً بالخوف والهلع والحظر وتوقف الحياة ، ومن العبث أيضاً تصور قيام مواجهة عسكرية نووية بين أميركا والصين بسبب هذه الجائحة اعتماداً على تصاعد الخطاب العدائي بينهما . كما لا يمكن لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية أن تنسحب من دورها في العالم ، وهذا ما أشار اليه مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كارتر زبيغنيو بريجنسكي في كتابه : " الاختيار .. السيطرة على العالم أم قيادة العالم : ترجمة عمر الأيوبي " بقوله : " لقد أصبحت الهيمنة الأميركية إحدى حقائق الحياة . فليس لأحد بما في ذلك أميركا ، خيار في هذه المسألة . بالطبع ستعرض أميركا وجودها الخاص للخطر عندما تقرر بطريقة ما – كما فعلت الصين منذ أكثر من خمسمائة عام – الانسحاب فجأة من العالم ، لأنها ، خلافاً للصين ، لن تكون قادرة على عزل نفسها عن الفوضى العالمية التي ستعقب ذلك الانسحاب مباشرة " .
سنلتقي بعد انحسار الوباء وإن طالت اقامته ، في عالم جديد ، وهموم جديدة ، وإجراءات مشددة ، ومضايقات غير معهودة تستهدف خصوصيات الإنسان ، وحقوقه الأساسية ، وحريته في التنقل والهجرة والإقامة والعمل والسفر ، ربما إلى حين نسيان هذا الكابوس العالمي .... وسألتقي من جديد بالصديق الدكتور فجر جودة بعد عودته من بريطانيا ، ولا بد أنه سيهمس في أذني كما كان يفعل ذلك قبل أربعين عاماً : " سالف سكلاف " فأرد عليه : " سالف سكلاف " .
لكننا لن نكون في كل الأحوال عبيداً للسيد الجديد كورونا المستجد .
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.