نبؤة حطامة في الطبقة السياسية
وذات يومٍ بارد..
كان حطامة ابن الأغبر مدثراً بفراشه وقد صحا من نومه، الا انه كان ينظر للسقف، فولجت عليه زوجته المكرودة بنت المظلوم فرأته هكذا، فقالت:
أي حطامة، مابك وقد جمد فصّا عينيك، وتنفست رئتيك، ولم تنطق بالكلام شفتيك؟
فقال ولا زالت عيناه على السقف:
يامكرودة، قد رأيتُ شيئاً عجباً!
فقالت: فمَ؟
قال:
رأيت كأنما هو يوم البعث والنشور، فكأني أرى فيه عادل عبد المهدي وقد سلسلت يداه نحو قفا رأسه بسلسلتين من نار، وقد تدلت أحشاءه من بطنهِ إلى الارض، فجعل يمشي ويعثر بها، ثم إن عيناه شخصتا إلى الاعلى حتى التصقتا بمحجريهما، وجعل يخرج من مؤخرته حميماً آن، ووقف على رأسه ملاكٌ من دخان وراح يضربه بسارية علمٍ عراقي على أم رأسه، فيتفشى مخه، ثم يلتأم من جديد، وسمعتُ له خواراً كخوار ثورٍ يُخصى بمنجلٍ من نار..
فقالت المكرودة: عزا بعينك، ثُم؟
قال: ثم رأيتٌ عمائم إيران وذيولها وقد حشروا بالمئات في صندوقٍ من الرصاص، فعُلق هذا الصندوق بالسلاسل وأغرق في الحميم، ثم اخرج فكانوا وقد سُلخ جلدهم، ثم اغرق فأخرج فكانوا وقد ذاب لحمهم، ثم أغرق فأخرج فكانوا وقد دُق عظمهم، فبينما هم على هذه الحال حتى لم يبق منهم شيء.
قالت: سودة بوجهك، ثُم؟
قال: ثم رأيت السياسيين جميعهم من ٢٠٠٣ حتى يومك هذا، وقد دفنوا في التراب حتى تراقيهم، ولم يبن منهم الا رؤوسهم، ثم جاء تنينٌ هائل، وجعل يبول على رؤسهم الأنك*، فترى المرء منهم يصرخ حتى تنفجر حنجرته، فيذوب رأسه ويسيل دماغه من اذنيه.
قالت: أكان هذا عذاب الآخرة يبن الأغبر؟
فنظر حطامة لها وقال: بل عذاب الدنيا، فوللذي خلقك يا مكرودة، سمعتُ أحدهم يصرخ من عذابه ويقول:
أرحموني وسأخلع سترتي واقف معكم، وكان اسمه الحلبوسي.
--------------
*الأنك: الرصاص الأسود الذائب.
لبديع الزمان
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.