حطامة ابن الأغبر يدعي النبوة
تنأقل اهل العراق ذات يوم، أن حطامة ابن الأغبر البغدادي قد ادعى النبوة، فصار حديث كل لسان، وموضوع كل بيان، حتى إذا مر غريب وسأل عنه اشاروا إلى بيته بالبنان، وقالوا عنه: هنا يقيم المتنبي حطامة ابن الأغبر البغدادي.
ولما أرادوا ان يتأكدوا منه ويحاججوه، ويمتحنوه ويستفتوه، ولج نفر منهم على داره الواقعة في حي الأمين مقابل حلاقة حمودي، ولما دخلوا الدار، رأوا ابن الأغبر محتبٍ على عباءته، فسلموا وجلسوا، ورد عليهم السلام.
فسألوه عن ملاحم آخر الزمان، فأجابهم قائلا :
يا معشر أهل العراق، ليأتين على اخركم قومٌ اولاد قحبة، يقشمرونكم بالعمامة و القبة، ركعٌ سجود في النهار، سكارى مطوطين في الليل.
ينهبون نهب الماشايف وشاف، لا رزانة لهم فكلهم خفاف، نسوانهم قبح، ووجوههم كلح، يجتمعون تحت قبة البرلمان، وين ماكو غبي وحيوان، فيقررون مصيركم، ويذلون كبيركم وصغيركم، أحزابهم شر الأحزاب، ونوابهم أغبى نواب، وهم شر ما تقيئت به الأرحام، وأسفل ما وضعت الاصلاب، ضحالة البشر، وسفالة الحشر، فان بلغتموهم فلا تنتخبوهم، ومن انتخبهم منكم فطيح الله حظه، أي والله طيح الله حظه، ولتنتخبون انتخاب العميان، وتركضون وراهم ركض الطليان، ولا تجدون منهم الكهرباء و لا الغاز، فتركضون و العشه خباز.
فقال له أحدهم: يا ابن الأغبر، هل أن عقولنا معنا يومئذٍ فننتخب هؤلاء ؟
فقال: بل انه تنزع عقول أغلب اهل ذلك الزمان و تنحط مكانه قندرة عتيكة.
ثم أنشد قائلا :
ولتحكمنّ لكل حزبٍ ثلةً..
مابين أديانٍ وبين عشائرِ..
ولتُنزعنّ عن الرؤوس عقولها..
و يبدلنّ مكانها بقنادرِ..
ثم أكمل عن ملاحم اخر الزمن قائلا :
ويأتي على اخركم حاكم اسمه من النور، وهو من بني مالك، يستلم ثمانية عشر، ويسلم عشرا، يشفط المليارات شفطا، ولا يدع غازا ولا نفطا، فكَر كصّته، عظيم غباءه، كثيرٌ لغوه، كبيرٌ رياءه، فإن بلغتموه ففروا من البلاد، وتوسلوا اللجوء من العباد، فمن بقى فيها منكم تحت حنكته ونبغه، طاح حظه وصبغه.
ثم نهض وفتح زيجه حتى بان شعر سَدره وقال :
اللهم ان بلغتني ذلك اليوم :
فارسل علي قذيفةً من هاونٍ..
تفنيني حتى لا أشوف المالكي..
ولتمسحن رفاتي حتى كأنها..
لايبق منها عظمي المتهالكِ..
ثم التفت على السائلين وقال: يخلف ذلك المالكي رجل من عبادة، إن بلغتموه فاقرؤوه مني السلام وقولوا له:
ماتدبرهه لو يجي الحمزة.
روته: المكرودة بنت المظلوم.
لبديع الزمان
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.