في التحذير من الدجال المنافق، الحاكم الفاسق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..
فإن خبيثاً ولته الأيامُ قادمةً به من قيعة البشر، وجيفةَ الحجرِ والشجر، ما انفكَّ إلا أن يعيدَ الكرّة، ويُفسِدَ في المرةِ بعد المرة، قد فضحه رفقاءُ دربهِ الأعوج، وتوائمَ فكرهِ الأهوج، إنما هو أمرُ الله الذي لم يُرِد ستره، وسوّد وجههُ بأن يُفتَضَحَ أمرَه، فتبينَ للناسِ كيفَ أن السلطانَ يَعمي بصائرَ الخبيثين، وويمد الغلَّ في قلوبِ الأشرارِ المفسدين، حتى اتضحَ لكم أن ما كنّا نقولهُ فيه طيلةَ سنين كانَ حقاً وصوابا، حين جعلناهُ أكثر من غيرهِ أمام أعيننا نِصابا، إنما هو لمعرفتنا بما في قلوب مَن مِثلِه، إلا أن أكثر الناسِ لا يعقلون.
لقد رأينا من الخونةِ الثُلّة، ومن الأنجاسِ الكَثرة، وممن بدّلوا دينهُم بدنياهُم الوفرة، وممن باعوا بلادهم برضا أعدائِها العصبة، حتى باؤوا بغضبٍ من الله فاتضح منهم سوءَ السرائر، وأنذرهُم بسوءِ العواقب، وبشرهُم بأشد النوائب، وهوَ وعدُ الله للظالمين، وكان وعدَ الله مفعولا.
أيُها الناس، لقد غابت عدالةٌ واجبها إيقافَ هذا ومن مثله، لكنها تفرجت حتى يأتي يومٌ تغوصُ بالركبِ الدماء، وينتشرُ بين الناسِ الغوغاء، وتستفردُ أمةُ الجبناء، عندئذٍ تدركون إن العدالةَ حينما تغيب، يظهرُ مِن جيفتهِ هذا ومن مثله، وليس لدم الناسِ عندهم حسابٌ ولا اعتبار، ولا حقنَ ولا ادخار، بل طاعةُ العجم خيارهم، وقتل بني جلدتهم قرارهم.
إنني أُسمعكم قولي هذا وقد رأيتُ نهايتهُ كما أرى وجوهكم المستبشرةَ هذه، سوى أن عليكم أن تُعَرّوه، وتهينوهُ وتفضحوه، هو ومن معه من مجاهدي المال والنهيبة، والخيانات العجيبة، والمقاتِل البشعةِ الرهيبة، فطاردوهم حتى يفتضح الله من أمرهِم المزيد، ولا يُحيقُ المكرُ السيءُ إلّا بأهله.
واذكروا قولَ اللهِ تعالى: (أم ترَ إلى الذينَ يزعمونَ أنهم آمنوا بما أنزلَ إليكَ وما أنزلَ من قبلكِ يُريدونَ أن يتحاكموا إلى الطاغوتِ وقد أمروا أن يكفروا به ويريدُ الشيطانَ أن يُضلّهُم ضلالاً بعيدا، وإذا قيلَ لهم تعالوا إلى ما أنزلَ اللهُ وإلى الرسولِ رأيتَ المنافقينَ يصدونَ عنكَ صدودا، فكيفَ إذا أصابتهم مصيبةٌ بما قدمت أيديهم ثم جاؤوكَ يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقا)..
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم، داعياً إياهُ تعالى أن يجنبنا وإياكم شرّ الفتن، ماظهر منها وما بطن..
والحمدُ للهِ ربِ العالمين، والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.