في حسن الاخلاق ونبذ سوءها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..
فإن عشرين عاماً لم ير فيها الناسُ حُكماً ولا سُلطةً ولاعدلاً ولانظاماً، بدأت بالنهب والقتل، واستمرت بالسلب والظلم، إنما قد أفسدت الأخلاق، وسيّدت الفسّاق، وطاولت شُذاذ الآفاق وأودت بخُلقِ أهلِ العراق.
لقد سادَ تفحُش الألسنة، وقذارة النفوس والأفئدة، حتى ترى المرءَ رجلاً أو امرأة وقد نضح القيحُ من لسانه إذا قال، واسودَّ الكلام منهُ إذا حَدّث، فتتقيه خشية أن تكون مثله فلا يعود هناكَ فرقٌ بينكما، وإني وجدتُ ذلك الأمرَ في جيلٍ ضائع لم ير بعضُ ناسه التربية حتى ترى الفتى قد استطالَ بالسباب، وشتم في السؤالِ والجواب، فتجيبهُ بالسكوتِ والإعراض، أو تَسمعه يخوضُ في شتم الأعراض.
إنما سمعتُ أن رسولَ الله قال: أقربكم مني مجالسَ يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، فأين مجالسكم وقد دنِستُم أنفسكم بسوء الخُلق؟ وإلى أين منصرفكُم وقد ارتضيتهم لها وضاعةَ الحديث؟ أم لكم أئمةُ ارتضوا لأنفسهم أن يجعلوا منابرهم مكاناً للشتم والسب والطعن بالأعراض فتعلمتم منهم؟ فلبئس المُحَدِّثِ والمُحَدَّث، ولبئسَ المؤِمِّ والمأموم، وبئس القائلِ والمُصغي، وبئس المُصلّي والمُصلّى وراءه.
أيها الناس..
لقد سقُمَت سرائرَ سوادٍ عظيمٍ منكم، وفسدت نفوسُ الكثرةِ حتى صار الخلوقُ عجيبةً من عجائب الزمان، فتنابزتم وتحايلتم وتساببتم وتشاتمتم وقذفتم وطعنتم بالأعراض، أولستم سمعتم أن رسول الله قال: بئس المرء من اتقاه الناس مخافةَ شرّه؟ إنما شتمتم آبائكم بشتمتكم آباء غيركم فردوا بشتمهم، فعلامَ نزل القرآن وبُعثَ محمداً هادياً ومبشراً ونذيرا؟
إنّ من عقُمَت أخلاقهُ ظهرت دنائته، ومن وزرت عليه بيئته وجبَت تربيتُه، ومن لم تُخلّقهُ مرؤته جازَ سَوقُه، ومن لم يحترم الناس حقَ عقابُه..
واذكروا قول الله لرحمته إذ أرسلها للعالمين:
وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم..
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم، وادعوه وأنتم موقنين إجابته..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.