يا ليتك الآنَ والأوطانُ مشتعلة..
ترى بعينكَ ما عاثت يدُ السَفَلة..
من ظلمةِ القبرِ لو أشرقتَ مُعجزةً..
رأيتَ شطاكَ بالأمواجِ مُقتتلة!
والخوفُ والجوع والتخريبُ حولهما..
والنخلُ سعفاتهُ من نسمةٍ وجِلة..
هدُّوه مولاي! لم يبقوا على حجرٍ..
الا وظهرُ حرامٍ منهمو حَمَلَه..
لم تبق بالدار خيلُ الأمسِ، بل نفرت..
من بعدما الدارُ داست أرضَها الفيَلة..
الذلُ يا سيدي عِزٌ لواحِدهم..
يرنو لهُ أو يلاقي دونهُ أجَلَه..!!
من كان بالأمسِ دونَ النعلِ مطمرهُ..
اليوم من ألفِ سورٍ مُرَّ كي تَصِله..
إن العراق وقد كان الزمانُ له..
داروا عليه فساوى سهلُهُ جبَله..
حتى إذا مات مقتولاً بمَحزنهِ..
(حاشى فناهُ) لكان ابنوهُ من قتَله!
مُر بالديار تلاقي النارَ والعجلة..
والحرفُ والمجدُ والقانون مشتعلة..
وبابلٌ مُر بها تلقى شواخصها..
تقبل الكف للتطبيعِ مُنشغلة..
وأمسُها أنها بالسبي قبلتهم..
رغماً وإن بينهم رسْلٌ سَرت جَفِلة..
وفي المدائنِ طاقٌ قد أحاط بهِ..
بأمسهِ الجيشُ والأسيافُ معتدلة..
واليوم لو زرتهُ لاقيتَ رستمهُم..
كأنَّ للآنِ لا سيفاً لنا قَتَله!
هذي المنونُ بأرضِ الله قد سردت..
شعراً من الموتِ في الإسهابِ مرتجلة..
الهمُ من فوقِنا ثقلَ الوجودِ وإن..
قد كان مولودُنا رُغماً بهِ حَمَله..
تبت يدا من جنى، تبت لما فَعله..
عبدُ الدراهمِ والتومانِ والهللة..
إنا على بابِ لؤمٍ ماتَ سائِلُنا..
وشرعةُ اللهِ أن تُعطيهِ ما سأله..
لكن من عمموا رؤساً شريعتُهم..
أن يمنعوا القطْرَ عمن يطلبوا بلله..
سر للعراقِ وكفُ الله قد حمله..
ونورُ أوداجهِ في رضوةٍ خضلة..
أكبُ عليهِ لتحثو بالرماد فلا..
زالت منى النفسِ بالجمراتِ مُشتعلة..
فإن بجمراتهِ ما زال حر لظى..
لثارت النارُ حتى طاولت زُحله..
بنفخةٍ عاشقُ الاوطانِ ينفُخُها..
يبانُ من صُورها في الكونِ ما خلله..
لكي ترى الكوكبَ المشؤومَ مضطرباً..
ويشهدُ الكونُ لابن اللهِ مافعله!
يا ليتك الآنَ والأوطانُ مشتعلة - شعر
تم نشرها في -
رسلي المالكي
1 تعليق
-
Comment Link
الخميس, 02 أيلول/سبتمبر 2021 18:55
posted by انس جوهر
القصيدة رائعة جدا ، ادمعتني في مواضع واتاسف على حالنا في مواضع اخرى . . تبا لعبد التومان و الهلله ثم تبا لمن ادخل الفيلة الى ارضنا بعد تم قتلها الفرسان على خيلها و سيوف الله المسلوله . . رحم الله سيف الله المسلول والقعقاع والرفاق كلهم اجمعين .
محبتي ?
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.