رسالة ابن الأغبر للكاظمي
ويحكى أن حطامة ابن الأغبر لما رأى بهاتة الكاظمي في إدارة الملفات، وفشله في حماية البعثات، بعث له برقعةٍ كتب له فيها:
من عبد الله حطامة ابن الأغبر ابن مالك ابن صعصعة الرصافي البغدادي إلى ابو الصوف..
أما بعد..
فإنك يا حليم قد أخزيتنا، وأشمتَّ بنا وعريّتنا، فلا كان مثلُكَ في الأقطارِ والبلدان، ولا وُلّي ببهاتتك على الفرنجة والطُليان، طمنتنا فبئس الاطمئنان، ووعدتنا وبئس الميعاد، فديست صورك بحذاءٍ راكز، وأُنذرتَ بقطع اذنك كآذان الماعز، ذهبتَ تستخلعهم ما هو عليهم فأخلعوك ماعليك، وألبسوك ما ذهبت لاستخلاعه منهم، ألا أن الفاشلَ فاشلٌ لو صُب صولجانهُ ذهباً، ولو مدحه عجماً وعربا، تُسيرك رسائلُ الحنانة، وتجعلُ منك بوزاً للمهانة، فإن بلغك كتابي هذا فقم وانظر لوجهك في المرآة، وسَل نفسك:
أهذا صنيعُ امرءٍ ولوهُ أمرَ العراقِ فتولاه؟
فإن خجِلت فانصرف لمحو خجلك، وإن لم تخجل فهذه رسالتي إليك تُخجِلُك ولو كنتَ من حجرِ الرصيف.
والسلام.
فلما قرأ حليمُ ذلك، أمرَ بقرطاسٍ ودواةٍ فكتب:
من حليم لابن الاغبر البغدادي، أما بعد..
هل أتاك حديثُ المنافذ؟
فشق ابن الأغبر الرسالة، ولبس عمامته وأخذ عكاله، وركب بغلته على هذه الحالة، وولج بذلك على دار الكاظمي، فوقعَ بهِ دكَا، ونزل بهِ رفسا، حتى كاد أن يُخرج قصبته، فلما تجمع الحاشية و الوزراء، خشوا عليه من ان يقتله، فنظر لهم حطامة وقال:
لن أميته اليوم، اطمئنوا اطمئنوا..
فاطمئن الجمع، وعاد ابو الصوف لمتابعة الوضع، وكان أول قرارٍ أصدره بعد تلك الواقعة: أن خصم من رواتب الموظفين.
لبديع الزمان
#رسلي_المالكي
___________________________________________
معلومات إضافية
- عودة: العودة الى مقالات رسلي
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.