‏

هو الرجل الجليل والشيخ الجميل حطامة بن الأغبر بن مالك بن صعصعة الرصافي البغدادي، مفوّه عصره وزمانه، دليل التائهين، ومهدم حكم السلاطين، وسلطان الواعظين، مؤلف كتاب (زمرة الأحداث في تحفة الميراث)، بديع عصره وزمانه.

كان قبره مطموساً في مكانٍ مجهول، حتى مرّ ذات يوم صاحبه (عوانة بن الأشعث)، وقد بلغ من العمر خمسة وعشرين ومائة عام، إذا عاش بعد وفاة ابن الأغبر ربع قرن، فرأى السماء لا تمطر في بغداد إلا على موضع يقال له (الغُبَيرة)، فقال: أو تعلمون لم تمطر السماء على هذا الموضع دون سواه؟ إنما لأنه يضم قبر صاحبي وقرة عيني، وساعدي وحزام ظهري، حطامة ابن الأغبر، وكان ذلك في عهد المتوكل بالله العباسي، فأمر بمائتي ألف درهم لإقامة ضريحه واستظهار قبره.

ثم في غزو بغداد هدم هولاكو كل الأضرحة إلا ضريح حطامة، لأنه خاف على جيشه أن تُخسف به الأرض، وقيل أنه صلى فيه وبكى حتى ابيضت عيناه.

وقيل أن رجلاً تقياً بات في الضريح ليلة الأربعاء الرابع عشر من جمادي الآخر سنة تسعمائة للهجرة، فرأى في منامه بغلةً عوراء، في محلة الغبراء، وقد ركبها رجلٌ وجهه كالبدر المنير، فقال له يا شيخ، إن صحوت فاخبر الناس بسلامي، لكن الشيخ لم يصحو، ومات في نومه (جاياهو سولف السالفة!!).

وجاء في كتاب (المراقد المضيئة في العصور الرديئة) للشيخ (خوار الدين محزون) المجلد التاسع، أن المس بيل كانت تزور ضريح ابن الأغبر سراً، وربطت بشباكه (علك) باللونين الأحمر والأزرق، فقال لها سادن الحضرة أن العلك يجب أن يكون أخضراً، فقالت: إن علم انكلترا بهذه الألوان.

أما عن كراماته، فروي عن (الغبراء بنت الأغبر) أن امرأةً جاوزت التسعين دون زواج دخلت الضريح فأنجبت توأمين على بابه رغم أنها لم ترد الخلفة، وأن رجلاً فقد ذراعه في مرض لمس الشباك فنبتت له ساق في كتفه، وأن قاتلاً توسل بالضريح من فعلته فجاء خبر إحياء مقتوله في ساعته.

فالسلام عليك سيدي حطامة، وعلى الغبراء التي دفنت فيها، وعلى من زارك ومن دُفن حولك، وياليتنا زرنا مقامك، وسمعنا كلامك، وصدقنا بكلاواتك وأفلامك، ورحمة الله وبركاته.

لبديع الزمان
#رسلي_المالكي

___________________________________________