بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..

فإن ن اتخذ له أخلاءً من الفشلة والكسالى ومر له زمانٌ معهم فلن تراه إلا مثلهم، ومن اتخذ له من الناس من هو ذو فكرٍ وحكمة، وقوة رأيٍ وتدبير، كان له نصيبٌ مما لديهم، فاتخذوا لكم من أخيار الناس أخلّاء، ولا تماشوا كسولاً ولا شتّاماً ولا قليل أدبٍ ولا فاشلاً فتكونون منهم.

وإن من تتبع سيرَ أخيار الرجال الأوائلِ لوجد في بطانتهم من هو خير الناس، كمحمدٍ رسول الله والذين معه، ولولا أن حاشيته منهم لما وصلنا منه خير الأخبار، وأحسن السير والأذكار، فمن كان له من العظمة كفردٍ وعاشر الفشلةَ لما نجح في مسعاه، فجدوا لكم من لو عثرتم أقامكم، ومن لو نجحتم غبطكم، ومن لو وصلتم لم يحاسد ولم يباغض ولم يضاغن، واعتمدوا من الناس من له كفاية، فإن من خلت نفسه من الخير لم يرد خيراً لصاحبه وإن كان أخوه، وإن المكتفية نفسه ليريدن لغيره ما لنفسه، إلا من ضلَّ منهم.

وإن خليلاً ذو خيرٍ وحكمةٍ وكفايةٍ ليكونن بئر أسراركم، ودافِع أفكاركم، وحامي خطواتكم، كيما تكونون له، ولا حياة تسير ولا خطوةً تخطى دون سندٍ في دنيا التباغض والتباعد وقطع الرحم وطغيان الظلم وسيادة الشر.

من كان له رفيقٌ من هؤلاء فليحفظه، ومن رأى في زمرته شراً وكسلاً فليدفع نفسه عنها، وليكن ظلك خير الظل لا شره، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا يأكل بعضكم بعضاً.

وصلى الله على الهادي البشير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

___________________________________________