في التحذير من الطقوس الدينية العجيبة، والتصرفات الغريبة

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد..

فإنّ تجهيلاً جرى على الناسِ من عشرين عاماً جعل منهم مسوخاً لا تفقه ولاتعي، حتى صار المرءُ يؤمنُ بعمودٍ في طريق قالوا له أنه يشفي الأكمة والأبرص فلاذ به، وحتى صار يتوسلُ كل ما لا ينفعُ ولايضر، سوى لأن صاحب الدينِ قد مسخ له عقله، وشوه له ذهنه، وأصاب له أيمانه، وهدم بقلبه أركانه.

إنما رأيتُ من الناسِ من يطلب العونَ من الطين والقذارة، وحدائد التركترِ والسيارة، وعراجين النخل الميتة، وزخارف الأبواب الصامتة، فلما صار ذلك له كثرةٌ من الناس فتح لهم من استغل جهلهم مراقدَ زيفٍ وخداع، فامتلأت شبابيكها بالمال والمتاع، حتى ترى المرء مفلساً وقد أوى إليها ليرمي بها بماله.

أيها الناس، أنما كل هذا لإشراكٌ بالله، فمن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يطلبن الأمر إلا من صاحبِه، وإن الله صاحبُه، وحدهُ لا شريكَ له، خالق مافي السماوات وما في الأرض وما تحت البحر ومادون الثرى، وخالقُ الموت والحياة، العطاء والمنع، والترف والابتلاء، والداء والدواء، فمن طلب من غيرهِ أنّى كان غيرهُ.. فقد أصيبَ في إيمانه.

لقد رأينا الجهلَ وقد استشرى، والعِلمَ وقد رُفع، والشركَ وقد تفشى، والإيمانَ وقد هُزِم، حتى صار اللهُ كذبةً في أفواه الجاهلين، وصارَ من لا ينفعُ ولا يضر إلهاً للعابدين، وإن سُئلوا قالوا ليقربنا من الله زلفى، بل كذبوا على أنفسهم، وإن صدقوا فقد قالوا كما قال مَن قبلُهُم، أولئك الذين بُعث محمداً لهديهم، إلا أن لا نبي بعده ليهدي من نحن بينهم اليوم.

وآهٍ من بعض النساء، مؤمناتٍ بمن يدعي الغيب، طالباتٍ ممن ومما لايضر ولا ينفع، ولو استطاع لهنّ نفعاً لنفع نفسه، تراهن كأعجاز نخلٍ خاويةٍ من أي إيمانٍ أو فهم، يسعينَ لما قالهُ المجهّلون سعيا، ويمشين وراء الخرافاتِ مشيا، ويتبركن بما يقالُ لهنّ أنه مباركٌ كما لو كان يدُ الله ذاته، ربِينَ على الجهلِ وربّينَ عليه، وإن سئلنَ قُلن: هذا ما وجدنا عليه آباءنا.. إنما هو قول الجاهلية.

ألا لعن الله من هدم العلم وأقام الجهل، ومن أزاح المنطقَ وأقام الخرافة، ومن سطّر التاريخ زوراً، وبدل بالظلمات نوراً، وضرب على الأسماع والقلوب سوراً، فلم يزل كذلك حتى جاءُ جيلٌ لم يعرف الله، بل عرف عبيد الله وخلقه آلهةً من دونه.
واذكروا قول الله ووعيده إذ قال في سورة النساء: إن الله لا يرضى أن يُشرَكَ به ويغفرُ ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما.

أقولُ قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والحمد لله رب العالمين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 #رسلي_المالكي

___________________________________________

معلومات إضافية

القراءات 129 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78926

حاليا يوجد 4 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions