ما مُتَّ إذ مُتَّ يا هولاكو - شعر

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

ما مُتَّ إذ مُتَّ يا هولاكو .. بل فينا..
منسوخةٌ منكَ أهلونا ملايينا..

هاهم وقد فاض نُصب العينِ غيّهمُ..
هاهم يعدّوننا موتىً .. جثامينا..

هاهم يعيثون.. بئسَ الفعلِ من يدهِم..
في كل ما الأيدي عاثت في أراضينا..

من قبلهم ذي بلادي الكونُ يحسدها..
تندى يدُ الله لو مرت بِوادينا..

حتى إذا جىء فيمن كلهُ قذِرٌ..
يربى لدى العجْمِ كي يلوي نواصينا..!

لكنَّ والله.. ياهولاكو إن رجِعَت..
أيامُ بغدادَ تزهو في أيادينا..

رأيت من كلِّ فجٍ شفرةً قدَحت..
تدحرجَ الروسَ سفلاً عند وادينا..

ذي أرضُ نمرودَ أطغى كلُ طاغيةٍ..
لو ضجَّ للهِ يرقى، لو يعادينا..!

لو رفرف الغيظُ أطرافاً بشعفتنا..
رأيتَ واللهِ ما لا يُرتجى فينا..

الدهرُ يومانِ، يومٌ شمسهُ بدأت..
بالأفلِ.. والصبحُ آتٍ.. فانتظر حينا..

بالثأرِ بالثأر.. يا ناراً أطيعينا..
ليَحرِقَ الوهجُ ألعاناً شياطينا..

لتطمُر الأرضُ عاراً قض مضجَعنا..
ويمطرُ الغيمُ من غيظٍ براكينا..

لا ترأفي في الذي خانت جوارحُهُ..
تاجَ القلاع ولو كانوا بأهلينا..

فمزقي باللظى أرحامَ من ولدت..
مَن طاردَ الحُرَّ تجريماً وتخوينا..

ألثارُ ألثار.. يا نارٌ أطيعينا..
ولتأكلي الحطْبَ أنجاساً مريبينا..

لهذه القومَ كوني ألفَ محرقةٍ..
تذكينَ والوهجُ من ذاكيكِ يُدفينا..

وانصبي كالوقرِ في عينٍ وفي أذنٍ..
هذا -بما قَلَّ- يا نيرانُ يشفينا..!!

فلنخلق الأرض أخرى، لا بطينتها..
لكنَّ بما فاض من شلوٍ كَسَى طينا..

فلتتخم الطيرُ من كبرى موادينا..
وليزحفُ الدمُّ في مجرى سواقينا..

ولتُسلخُ الأنفسُ البلهاءُ عن جسدٍ..
للنخلٍ كالتلِ نرميها قرابينا..

من يسعَ للشرٍ والخطواتُ واثقةٌ..
فلا يلومنَّ شراً أسعَ ساعينا..

يا دورةِ الدهرِ فانداري أريحينا..
ويرحمُ الله عبداً قالَ: آمينا..

 

 

#رسلي_المالكي

___________________________________________

القراءات 1325 مرة

1 تعليق

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78826

حاليا يوجد one guest ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions