وكيف يحب القدير سواك؟..

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

فداكَ جدودي وأهلي فداك ..
متى ما نظرتُ حزيناً أراك!
كأنَّ خُلِقتَ لموتٍ وحربٍ ..
أليسَ لدُنياكَ شُغلٌ سواك!؟
بُليتَ بِشَدِّ النطاقِ بخصرٍ ..
وما رمت السيفَ قَطٌ يداك ..
وما ارتاحَ رأسُكَ من ثُقلِ حملِ ال ..
خوذةِ ملصوقةً في عُلاك ..
تُصافحُ خصمكَ من بعدِ حربٍ ..
فتسمعُ خطواتَ خصمٍ وراك ..!
رموا نارَهم كلها، ما أصابوا ..
فكيفُ يصيبُ الرصاصُ الملاك!؟

وكيفَ يحبُ القديرُ سواك؟
ولولا هواهُ بنا .. ما ابتلاك!
ولولا بأنَّك أنتَ الخليلُ ..
سلاماً وبرداً علينا لظاك!
فيا كُثرَ ما ماتَ منا فحولٌ ..
فداءاً لكي يبقيا شارِباك ..
فداءاً لنهريكَ أن يستمرّا ..
ليمحينَ إثرَ العدا عن ثراك ..
فداءاً لصوتِكَ في الكونِ يبقى..
يُرَدّدُ وسطَ السديمِ صداك ..
إذا ما كَبَوتَ رأينا شموساً ..
كَبَت في محيطِ الفنا والهلاك ..
ولو قد غضبتَ السماءُ اكفهرّت ..
وشابَ الرضيعُ لغيظٍ دهاك ..

ونحنُ الجرعنا الحناظلَ مُراً ..
وخُبزاً أكلناهُ صخراً يُلاك ..
ربطنا بنخلك ساقاً بساقٍ ..
لكي لا تفرّا ولا تخذُلاك ..
ونُخفي دموعاً لكي لا تراها ..
فنكسرُ قلبَ عِراقٍ هُناك!
ونغفو بجرحٍ عميقٍ نئنُّ ..
ونصحو سباقاً سمعنا نداك ..

وإن قد سكتنا لتعبِ البكاءِ ..
ومن وجع الروحِ مما أتاك ..
سنبكي اذا ما النشيدُ يُغنّى..
وينطقُ مقطعهُ (هل اراك)!

سالماً .. منعماً..
وغانماً .. مكرماً..

 

 

#رسلي_المالكي

___________________________________________

القراءات 215 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 78847

حاليا يوجد 3 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions