كيف يجري تطوير التكنولوجيا العسكرية؟
? اولاً: دراسة الكيمياء.
معرفة خصائص العناصر الكيميائية وتفاعلاتها وحالاتها تتيح بناء أبدان وسبائك قطع السلاح، ففرق بندقية الكلاشنكوف الروسية عن نسختها العراقية هو بتحمل الروسية للحرارة العالية للرمي بسبب نسب المعادن الداخلة في صناعة سبيكتها، بينما النسخة العراقية لا تحتمل الحرارة بسبب اختلاف نسب المعادن في السبيكة.
تدخل الكيمياء أيضاً في صناعة الرقاقات الإلكترونية للأسلحة المتطورة، وصناعة الدروع التفاعلية، وتكوين الشحنات شديدة الانفجار للمقذوفات والصواريخ، فإذا كان كيلوغرام من البارود يفجر مساحة ١٥ متر مربع فإن ربع كيلو من السي فور سيدمر نفس المساحة، والسي فور يتم تحضيره بمزج عدد من العناصر بنسب معينة وفي ظروف خاصة وفق المعرفة بالكيمياء ودراستها.
? ثانياً: دراسة الفيزياء.
لا يمكن إلقاء مقذوف حر من ارتفاع ٥ كم ليسقط على الهدف بدقة دون دراسة الفيزياء، والأخذ بالحسبان سرعة الطائرة والظروف الجوية وضغط الهواء في تلك اللحظة وغيرها من الحسابات، كما لا يمكن دفع الدبابة إلى الأمام بمحرك لم تتم دراسة قدراته بدقة شديدة، بل يجب دراسة وزن الدبابة النهائي مع الطاقم والوقود والعتاد وضغط كل هذا الوزن على المحرك، ثم دراسة امكانية الاندفاع في الأراضي غير المستوية والعوائق الطبيعية وغيرها.
كذلك، فالفيزياء هي العلم الذي عن طريقه تم اختراع العدسات المكبرة للكاميرات، والكاميرات الحرارية للرؤية الليلية، وأجهزة الرادار والاستشعار والتوجيه بالليزر والموجات الميكروية وأجهزة الاتصالات وغيرها.
? ثالثاً: دراسة الطبيعة.
قدمت الدجاجة نموذجاً لاستقرار الرؤية عند الحركة، واستثمرتها الدبابات بتصنيع جهاز (ستيبلايزر) الذي يوضع على سبطانة الدبابة لتثبيته على الهدف عند حركة الدبابة، وقدمت البومة خدمة عظيمة لصناع طائرة الشبح عن طريق طيرانها بلا توليد موجات هوائية، وقدمت الحيتان الضخمة خدمات لمصممي الغواصات، وهكذا.
? رابعاً: التمرين والتجربة.
حتى وإن قمت بتصنيع سلاح معين، فيجب تجربته مراراً وتكراراً تحت الظروف المختلفة لمعرفة أقصى درجات الاستفادة ونقاط القوة والضعف، مدفع غوستاف الألماني الهائل أطلق ٢٥٠ قذيفة في فترات تجربته قبل انخراطه في معارك الجبهة السوفييتية، بل حتى في الميدان، يجب تسجيل كل الأحداث المرافقة لاستعمال السلاح لمراجعتها ومعرفة أقصى درجات الاستفادة منه وظروف النجاح والإخفاق.
عانت القوات الأمريكية من انخفاض بدن عجلة الهمر في العراق وأفغانستان، ما جعل العبوات الناسفة تطحن تلك المركبات وتذروها هباءً في الهواء، فقامت أمريكا بتصميم عجلات (أمرابس) العالية لتشتيت زخم الانفجار ونجحت أخيرا، وهذا عن طريق دراسة سلاح الهمر وتحديد نقاط المشاكل.
? خامساً: التدريب على الاستعمال.
لا يجب تسليم سلاح لجندي لايعرف مبدأ استعماله، خصوصاً وأن الأسلحة الحديثة باهظة الثمن، يجب أن يكون الجندي:
- مضمون الولاء.
- حريص على استخدام السلاح بأقصى فاعلية.
- متمرس على الإصابة.
- قادر على زيادة فاعلية الاستخدام في الميدان.
? سادساً: الثمن ينخفض، الفاعلية ترتفع.
يمكن التفكير بطرق بسيطة لتطوير السلاح بدلاً من الطرق المعقدة، فبدلاً من الدروع التفاعلية الغالية والتي باتت تفشل في صد الطائرات المسيرة، يمكن بناء صناديق معدنية مليئة بالتراب المضغوط بشدة وتغطية بدن الدبابات بها، فالتراب لايشتعل، وينفجر ليصد الضربة، وهو أخف وزناً من الدرع التفاعلي، ولا يمكن اختراقه في حال كان سمك صندوقه أكثر من نصف متر، تماماً كما لوكنت تغطي الدبابة بصناديق (هيسكو) المضادة لكل أنواع القذائف.
? سابعاً: التكنولوجيا الرقمية.
أجهزة التوجيه، والمراقبة، وقياس الظروف الجوية، والاتصالات، وتحديد الأهداف، والرؤية الليلية، وتوجيه المقذوفات الحرارية، وتفكيك القنابل العنقودية قبل بلوغها الهدف، وضبط التحكم بالمروحيات والطائرات ومختلف الأسلحة، وتوجيه القنابل الذكية، وتشغيل منظومات الدفاع الجوي، وغيرها، كلها تتحكم بها أنظمة رقمية دقيقة لا تقبل الخطأ، وهذا دور العقول البرمجية والرقاقات الإلكترونية.
? ثامناً: القيادة والسيطرة.
لايجب ترقية الضابط بسهولة أبداً، فكل نجمة تعني المزيد من الخبرة، وتسليم قوة كبيرة بيد ضابط برتبة لواء لكن خبرته لا تتجاوز رتبة مقدم هي كارثة عسكرية ستنتهي بمذبحة بلا شك، الحرب فن، والقيادة مسؤولية، هذا إلى جانب طريقة التحكم بالقطعات وإدارة مرونتها وتوفير الدعم اللازم لها في حالة الاشتباك، وهذا يحتاج الموارد، والقيادة المتمكنة.
#رسلي_المالكي
___________________________________________
اترك تعليقا
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.